ان تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية الكبرى وانشاء مناطق التجارة الحرة والاسواق الواسعة، والتي جاءت في ظل تطورات دولية واقليمية هامة ومتسارعة، تنبئ عن قيام مرحلة جديدة في نظام العلاقات الدولية تقوم قواعدها على التجمعات الاقتصادية الكبرى بدءاً من الوحدة الاورب
أنت هنا
قراءة كتاب الإنسان بين المادة والروح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
الصهيوني(اسرائيل) العالم الحقيقي الذي لايحتوي على أي نقيض.(3)
ان الهجمة الاعلامية الشرسة للعولمة وللاعلام الغربي، جعلت الانسان العربي المؤمن بعروبته وقوميته وبوحدة الوطن العربي، مثاراً للسخرية وبعدم التأقلم مع المستجدات، فالاعلام الغربي لاينفك يحفر في اذهان العرب ليعيد تشكيل وجدان العرب وهويتهم، انها عملية منظمة للاستلاب وابادة الهوية القومية كما ترسخت عبر الاف السنين(4).
فوكوياما والعولمة وتسفيه الحضارة العربية الاسلامية:
يقول فوكوياما في نهاية كتابه المثير للجدل(نهاية التاريخ والانسان الاخير) "موكب هائل من العربات على طول الطريق، بعضها يجر بطريقة حتمية باتجاه المدنية، بينما بعضها الاخر يستقر في مخيمات في عناء الصحراء ….الخ …الاغلبية العظمى ستصل الى المدينة، العربات متشابهة، حينها سيقر كل عاقل انه لا توجد الارحلة واحدة ووجهه واحدة"(5).هذه الفقرة تمثل احد اعمدة(فكرة امريكا)، فنلاحظ ان العربات هي الحضارات والثقافات، وان المدنية هي الحضارة الغربية كما تجسدت اخيرأ في الولايات المتحدة الامريكية.
ان فوكوياما وامثاله يعزفون على وتر يحب الامريكيون نغماته، فهم يستغلون ما في المخيلة الامريكية من اساطير توراتية حملها معهم اجدادهم من بروتستانت انكلترا لاسيما البيورتانيون منهم، حيث ظنو انهم شعب الله المختار الجديد وظنوا ان امريكا هي ارض كنعان الموعودة المهيأة لاقامة اسرائيل الله الجديدة بعد افناء الهنود الحمر …الخ، الاان لسان رب العولمة صار نوويأ ومسلحأ بأفتك الات الدمار وقادرأ على ان يصنع نهاية التاريخ، والعناية الالهية قد وضعت بين يدي العولميين كل الاسلحة اللازمة لدحر الشيطان(6).