ان تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية الكبرى وانشاء مناطق التجارة الحرة والاسواق الواسعة، والتي جاءت في ظل تطورات دولية واقليمية هامة ومتسارعة، تنبئ عن قيام مرحلة جديدة في نظام العلاقات الدولية تقوم قواعدها على التجمعات الاقتصادية الكبرى بدءاً من الوحدة الاورب
أنت هنا
قراءة كتاب الإنسان بين المادة والروح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
من النقاط المهمة جداً ان ارباب العولمة لايتورعون عن التخلي عن شعاراتهم حين تتعارض مع مصالحهم، ولا يتورعون عن الكيل بمكاييل كثيرة، وقد بدأ منذ وقت مبكر سيل من الدراسات والبحوث والاحكام، اطلقها الأوربيون ثم الأمريكيون، تبعهم المتأوربون والمتأمركون من تلاميذ المستشرقين، بهدف تسفيه الحضارة العربية الاسلامية وموروثها الثقافي واجهزتها المعرفية وانجازاتها عموما، رافعين شعار مفاده ان الصحيح والجيد في الحضارة العربية الاسلامية ليس عربيا، وان ماهو عربي فيها هو الاخس والاضعف(7)
التراث العربي الاسلامي في مواجهة العولمة :
ان الولاء لهوية قومية عربية تعني الولاء للعروبة، انتماءاً وسلوكأ، وان يكون الانسان عربيأ، يعني ان يكون عروبيأ أي نزوعأ نحو تعزيز الوحدة الثقافية العربية القائمة بوحدة اقتصادية ونوع من الوحدة السياسية(8). ان طرح مشروع نهضوي عربي عصري ينبع من العقل والوجدان ويحرك الجماهير العربية بحرصه على تمثيل مصالحها وتطلعاتها لكافة الاصعدة فانها ستعمل على انجازه دون ان تتوقع ايجاد الحلول السحرية لمشاكل حاضرها وتطلعات مستقبلها، دون ان تدير ظهورها لتراثها، ودون ان تنشغل بالذين يهاجمون التراث العربي الاسلامي(9).
ان رأس العولمة امريكا تحرص كل الحرص على اظهار الحركات الاصولية بطبعاتها الاكثر رجعية وجهلاً وتخلفاً، وكأنها التعبير الاوضح عن حقيقة الاسلام، في محاولة منهم لقطع الطريق امام الاسلام الحقيقي، لان هذا الاسلام سيغرز المقاومة الفعالة لمشاريع الغرب، والغرب يعلم ان هذه الحركات سرعان ما تستهلك نفسها وتحرجهم ثم تقضي عليهم، لذا يجب ان نعتبر ان الماضي ملكاً للجميع وان صراعاته يجب ان تكون وراء الجميع، لامعهم ولاامامهم(10).
ان العولمة ليست الخيار الوحيد المتاح امام الشعوب، وانما هي نتيجة لمقدمات وضعت لتحطيم الحواجز والحدود امام القيم والسلع ورؤؤس الاموال.