ان تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية الكبرى وانشاء مناطق التجارة الحرة والاسواق الواسعة، والتي جاءت في ظل تطورات دولية واقليمية هامة ومتسارعة، تنبئ عن قيام مرحلة جديدة في نظام العلاقات الدولية تقوم قواعدها على التجمعات الاقتصادية الكبرى بدءاً من الوحدة الاورب
أنت هنا
قراءة كتاب الإنسان بين المادة والروح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
لقد ساندت اوضاع الاقتصاد العالمي والظروف السياسية، بروز العولمة كظاهرة عالمية يدخل في ضلها العالم الفيتة الثالثة، وجاءت الثورة الصناعية الثالثة(العلمية-التكنولوجية)بكل معطياتها لتوفر الامكانات لانطلاق العولمة من معاقل البلدان الصناعية، طالما ان الرأسمالية هي الحاضنة الاساسية للتقدم العلمي والتكنولوجي، مما اعطى لها الحق بأن تستخدم ايحاءاتها التكنولوجية، بوضوح تام في تقديم نظريات سوسيولوجية واقتصادية وثقافية في اشاعة امركة الحياة على نطاق واسع(11).
العولمة وان بدت غير واضحة المعالم تماما لحد الان من حيث المفهومConceptually ولا من حيث اختبارها على ارض الواقع(12) الا ان جانبها الاقتصادي يعني الانتقال من الاقتصاد الدولي الى الاقتصاد العالمي أي الانتقال من اقتصاد تتمحور خلاياها القاعدية على الذات الى اقتصاد متميز معولم Globalisum انتاجيا وتكنولوجيا وخدميا وماليا(13).
ورغم ما يظهر من قوة العولمة، واستبدادها وطغيانها فانها ما زالت تجابه بجدار من الممانعة، بقصد المحافظة على الذات.وعلى الوجود وعلى الهوية لئلا تذوب الامم والشعوب وتلاشى، قيمها واخلاقها وعقائدها ومقدراتها في سوق النمط الواحد والوحيد وليست هذه الممانعة تخلفا.ولا رفضا لآلاء العولمة وفضائلها وهي كثيرة، تتمثل في ادواتها، ولايستطيع احد ان ينكر حاجته الى هذه الادوات خصوصا ما يتعلق بسرعة الاتصال والتواصل، وسرعة الحصول على المعلومات رغم الحواجز والحدود.