كتاب الرواية الفسلطينية والتراث" لمؤلفه سمير الجندي، هو دراسة قام بها الكاتب معتمدًا على روايات ديمة السّمان أنموذجًا، وحول ما دفعه إلى دراسة هذا الموضوع، يقول: "إيماني بما يشكّله التّراث من أهميّة وقيمة بالنسبة إلى الأمّة التي تعمل على أن تبقى قويّة أمام
أنت هنا
قراءة كتاب الرواية الفلسطينية والتراث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
مفهوم التراث
قبل الخوض في البحث عن توظيف التراث في روايات الكاتبة ديمة السمَّان، أرى ضرورة تعريف مفهوم التراث في اللغة العربية كما ورد في لسان العرب، حتى نصل إلى المفهوم الحديث للكلمة لغةً ومصطلحًا.
أ- المفهوم اللغوي للتّراث:
جاءت كلمة تراث من الجذر اللغوي (ورث)، وقد قُلبت الواو تاءً، وتعني كلمة (تراث)؛ ما يتركه الإنسان بعد موته من ماديات ومعنويات، واتسع معناها المجازي إلى الأشياء الأخرى مثل المطر والحزن والمرض.(1) وهذا ما يسميه الناس اليوم "الميراث".
ووردت كلمة (تراث) في الشعر العربي بمفهومها المعنوي والمادي: فقد فاخر عمرو بن كلثوم بقومه، وتباهى بأنه ورث المجد والشّرف عنهم، حين قال في معلقته:(2)
ورثنا المجد قد علمت مَعَدٌ وَرثتُ مهلهلاً والخيرَ منه
وعَتَّاباً وكلثومًا جميعًا
ورثناهُنَّ عن آباء صدقٍ
نُطاعنُ دُونه حتى يبينا
زُهيراً نِعمَ ذُخرُ الذَّاخِرينا
بهم نلنا تراث الأكرمينا
ونورثها إذا متنا بنينا