كتاب الرواية الفسلطينية والتراث" لمؤلفه سمير الجندي، هو دراسة قام بها الكاتب معتمدًا على روايات ديمة السّمان أنموذجًا، وحول ما دفعه إلى دراسة هذا الموضوع، يقول: "إيماني بما يشكّله التّراث من أهميّة وقيمة بالنسبة إلى الأمّة التي تعمل على أن تبقى قويّة أمام
أنت هنا
قراءة كتاب الرواية الفلسطينية والتراث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
الرواية الثالثة: الأصابع الخفية
صدرت رواية الأصابع الخفية عن منشورات دار الكاتب في القدس العام (1992)، وتقع الرواية التي صمم غلافها الفنان قاسم منصور في (201) صفحة من القطع الكبير.
تدور أحداث الرواية في أعالي البحار بعيدًا عن اليابسة، وتركز الرواية على قصة جوهرة ابتلعها البحر بعد أن عمل جد (عناد) الذي يحمل بطل روايتنا اسمه، فتذكر لنا الكاتبة بأن الحالة الاقتصادية السيئة جعلت (شيخ البحر) (عناد الجد) التحول إلى القرصنة، فجمع العديد من البحارة، وجعل منهم عصابة قراصنة يغيرون على السفن، فيقتلون ويغرقون وينهبون كل ما تطاله أيديهم. وفي هذه الرواية اختلاف عن سابقتيها بأن الخيال يطغى على السرد الروائي، فهي تحلق بنا فوق الصور الخيالية، وتغوص بنا في عمق المحيطات، موظفة الكثير من الأمثال الشعبية والألفاظ القرآنية والأبيات الشعرية، مستعينة بالخيال العلمي تارة، وطورًا بما تحفظه من قصص تراثية كألف ليلة وليلة التي تعتمد على الحكاية الأسطورية، فكان (الجد عناد) لا يترك قتيلاً أو جريحًا على الشواطئ، بل كان يدفن ضحاياه في البحر، إلى أن أغاروا صدفة على سفينة تحمل علية القوم، فتعرض الأميرة على القراصنة جوهرة ثمينة جدًّا مقابل سلامتها ومن معها، إلا أن بعض القراصنة حرق وجه الأميرة بالمشعل، فما كان من (عناد) الجد إلا أن حاول إطفاء اللهب الذي شبَّ بالأميرة. ماتت الأميرة، وكانت سببًا لتحوله الجذري، فناصب القراصنة العداء.
أصبح عناد أسيرًا لكوابيسه؛ فهو يرى الأميرة المقتولة في أحلامه تحاول الاقتصاص منه، وتحمله سبب موتها وحرقها، وأخذ البحارة ينصبون له العداء، فيقوم بصنع كمين لهم، ثم يحرق السفينة بمن فيها من قراصنة وأموال وخصوصًا جوهرة الأميرة، فهو الذي صنع القراصنة، وهو الذي قضى عليهم مرة واحدة، فقتل حتى مساعده (عنبر) وهو يخاطبه قائلاً: "الجوهرة الآن في قاع البحر يا عنبر.. ليس من غواص يستطيع أن يستخرجها سواك أيها الخائن الغادر".(1)