كتاب الرواية الفسلطينية والتراث" لمؤلفه سمير الجندي، هو دراسة قام بها الكاتب معتمدًا على روايات ديمة السّمان أنموذجًا، وحول ما دفعه إلى دراسة هذا الموضوع، يقول: "إيماني بما يشكّله التّراث من أهميّة وقيمة بالنسبة إلى الأمّة التي تعمل على أن تبقى قويّة أمام
أنت هنا
قراءة كتاب الرواية الفلسطينية والتراث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
وتدور أحداث متوالية في مضارب الشيخ صالح ومنها انتصار صابر على (عبدون) قاطع الطريق الذي يرهب قبيلة الشيخ صالح من وقت لآخر، فيصبح صديقًا لصابر يعاهده على الوفاء مدى الحياة، لدرجة أنه يجلب لصابر ألف ناقة يعطيها ثمنًا للكاهنة مقابل التخلي عن الدليل الذي يبرئ صابر من تهمته، وبعدها يتزوج صابر (حسناء).
يعود حمدان بصحبة فلذة كبده (شاهر)، الذي لم يتعد الثامنة من عمره، فيطير صابر بأخيه فرحًا، إلا أن صحة حمدان تسوء بسبب هجر زوجته له، فيتفق صابر وحسناء على تقديم المساعدة له، فيقنع صابر أباه بالسفر إلى مضارب زوجته في الحجاز، وتذهب حسناء بصحبتهما، وبطبيعة الحال يذهب (الشيخ صالح) على رأس جاهة كبيرة إلى أهل ريحانة، وتتضافر الجهود لإرجاع ريحانة إلى زوجها لتلتئم الأسرة من جديد، أما (شاهر)، فيزداد ارتباطه بالبحر فيبرع بالصيد حتى يصبح من كبار الصيَّادين، ويملك العديد من مراكب الصيد.
وتعرّج الكاتبة على مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الفلسطيني، تلك المرحلة التي أعقبت هزيمة الأتراك، وبداية الانتداب البريطاني على فلسطين، والثورات الفلسطينية التي نشبت في (1936)، والإضراب المفتوح، ومشاركة صابر وشاهر وحسناء وحمدان في الصراع، وتصف لنا محاولة الثوار الحصول على الأسلحة للمقاومة، فكل يستخدم أدواته وخبراته لتحقيق ذلك، كما تصف لنا مقدار تعامل الضباط الإنجليز مع العصابات اليهودية. تطول المدة الزمنية، ويشارك في الثورة أبناء صابر حمدان، وسلطان، وعدنان، الذي يضيع في البحر مع الذين غادروا يافا لتلتقطه امرأة وتأخذه معها على إنه ابنها بعد أن فقد ذاكرته، وتسقط قرية دير ياسين، وتعيش البلاد نكبتها الأولى العام ثمانية وأربعين، وتمر الأحداث تباعًا لتصل إلى الاجتياح الإسرائيلي على لبنان (1982)، فيعود عدنان إلى أسرته بعد أن يتقابل مع أبناء عمه عدنان حمدان وعدنان سلطان، في المعتقل الإسرائيلي، فيجتمع شمل العائلة من جديد، إلا أن عدنان شاهر يقرر العودة إلى بيروت ليكون مع أمه التي ربته (سلمى)، لكنه يصل متأخرًا، فقد خطفتها يد المنون، فيقرر الالتحاق بجيش التحرير الفلسطيني بحسب رغبة أمه الأخيرة.(1)
_______________
(1) ينظر: ديمة السمان، القافلة.