كتاب" التكيف في المؤسسات الصناعية"، يعتبر التكيف في المؤسسات الصناعية من تفرعات علم النفس الصناعي التي حظيت باهتمام كبير من قبل المؤسسات الصناعية واتحادات العمال في الدول المختلفة، وذلك لأن التطور إلى النظرة الإنسانية للعمل وضعت العامل أو الموظف محط اهتمام
أنت هنا
قراءة كتاب التكيف في المؤسسات الصناعية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
علم النفس وسلوك:
يعرف علم النفس الحديث أنه هو العلم الذي يدرس سلوك الإنسان ودوافعه المختلفة بالطريقة العلمية.غير أن مفهوم "السلوك" behavior في علم النفس أوسع بكثير من مفهومه في اللغة الدارجة. فهو لا يقتصر عما يصدر عن الإنسان من أفعال حركية ظاهرة كالمشي والجري والكلام والرسم والعزف والأكل والبكاء والابتسام وتعبيرات الوجه المختلفة، بل يشمل فوق ذلك مختلف أنواع النشاط الداخلي الباطنية نسميها "نفسية" أو "عقلية" أو "ذهنية"، إدراك التذكر والتصور والتخيل والتفكير والتعلم وأحلام اليقظة وأحلام النوم، وكالشعور وانفعالية الخوف أو الغضب أو التعجب أو النفور، أوكالإحساس بالألم أو الملل أو الارتياح أو الانقباض . . . ويمكن القول أن السلوك يشمل:
1- كل ما يفعله أو يقوله الإنسان.
2- كل ما يدركه بحواسه المختلفة، وكل ما يفكر فيه أو يتخيله أو يتذكره أو يتعلمه. . إلى غير ذلك من العمليات العقلية.
3- كل ما يشعر به، وما ينزع إليه أو يريده أو يرغب فيه أو يعزف عنه، أو يخاف منه، أو يغضب له، أو ينفعل به، إلى غير تلك من الأحوال الوجدانية والانفعالية أو النزوعية.
لذلك يدرس علم نفس السلوك في صوره المختلفة وأطواره المختلفة وما يقوم وراء هذا السلوك من دوافع واستعدادات: - سلوك الطفل وسلوك الراشد الناضج، السلوك السوي أي العادي والسلوك الشاذ المنحرف، السلوك الذكي والسلوك الغبي، السلوك الماهر الحاذق والسلوك الأخرق، السلوك الاجتماعي والسلوك المضاد للمجتمع، السلوك الثابت والسلوك المتقلب السلوك المندفع والسلوك المتروي المتسرع.
كذلك يدرس عمليات الإدراك والتفكير والتذكر والتعلم والابتكار، كما يدرس الدوافع والميول والعواطف والانفعالات والإرادة...الخ . يدرس هذه العمليات وأوجه النشاط النفسي ليرى كيف تحدث، وما شروط حدوثها وما العوامل التي تسهلها أو تعطلها كيف نسمع؛ وكيف نبصر، كيف نفكر ونتعلم، وكيف نصمم ونريد ونصل إلى نتائج وقرارات، وما الدوافع التي تحفزنا على التعلم أو على الابتكار. وما تلك التي تضطرنا إلى التهور والاندفاع في بعض الظروف، أو تحملنا على الصبر والتروي في ظروف أخرى. كذلك يبين لنا لماذا نحب ونكره، لماذا نخاف ولماذا نغضب، لماذا نحزن ولماذا نطرب، لماذا نتريث أو نتردد. . لماذا ينسى الطالب بعض المواد دون غيرها، أو ينساها أثناء الامتحان ليتذكرها بعد الامتحان؟ لماذا يتعلم بعض الناس أسرع من غيرهم؟ لماذا يجد بعض الناس صعوبة كبرى في العزم والبت في الأمور، أو في الإقلاع عن عادة سيئة؟ لماذا يسرق الطفل نقوداً وأشياء لا حاجة له بها، أو لماذا يعزف عن تناول ألوان معينة من الطعام؟ وما الدافع أو الدوافع التي تحمل بعض المرضى على عدم اتباع نصائح الطبيب أو بعض المجرمين على معاودة الجريمة بالرغم مما يحل بهم من عقاب شديد، أو بعض العمال على التذمر والتمرد بالرغم من كفاية الأجور واعتدال ساعات العمل؟
موجز القول أن علم نفس السلوك يدرس:
1- ما يصدر عن الإنسان من نشاط- ذهنياً كان هذا النشاط أم حركياً.
2- لماذا يصدر عنه هذا النشاط؟
3- كيف يصدر عنه هذا النشاط؟