أنت هنا

قراءة كتاب التكيف في المؤسسات الصناعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التكيف في المؤسسات الصناعية

التكيف في المؤسسات الصناعية

كتاب" التكيف في المؤسسات الصناعية"، يعتبر التكيف في المؤسسات الصناعية من تفرعات علم النفس الصناعي التي حظيت باهتمام كبير من قبل المؤسسات الصناعية واتحادات العمال في الدول المختلفة، وذلك لأن التطور إلى النظرة الإنسانية للعمل وضعت العامل أو الموظف محط اهتمام

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7
علم النفس الكلينيكي: يستهدف تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية الخفيفة علاجاً نفسياً. كعيوب النطق والتخلف الدراسي وبعض حالات القلق والهبوط الخفيفة، والشعور الموصول بالنقص أو بالحيرة والتردد أو بفقد الأمن والطمأنينة وبعض الأمراض النفسية. والقياس السيكولوجي جزء من وظائف الخبير الكلينيكي. ويقصد به ملاحظة وتحليل وتقدير ما لدى المريض من ذكاء وقدرات عقلية وسمات خلقية واتجاهات نفسية إلى غير تلك من الصفات التي لو أضيفت إلى الفحص الجسمي للفرد ودراسة حالته الاجتماعية أعطت صورة متكاملة عنه تساعد على تقديم الاقتراحات والوصايا له. وهذا الفرع من علم النفس من الفروع التي يستعين بها علم النفس الصناعي كما سنرى على صفحات هذا الكتاب.
علم النفس الصناعي:  أحدث الفروع التطبيقية لعلم النفس. فقد بدأ في القرن العشرين. إنه فرع يستهدف رفع مستوى الكفاية الإنتاجية للعامل أو للجماعة العاملة وذلك عن طريق حل المشكلات المختلفة التي تغشى ميدان الصناعة والإنتاج حلاً علمياً إنسانياً، يقوم على مبادئ علم النفس ومفاهيمه، ويحرص على راحة العامل وكرامته حرصه على زيادة إنتاجه. وبعبارة أخرى فهو علم يهدف إلى تهيئة جميع الظروف المادية والنفسية والاجتماعية التي تكفل أكبر إنتاج مع الاهتمام برضا العامل عن نفسه رغم عمله. إنه يهتم بدراسة العوامل الإنسانية في الصناعة، والكشف عن أفضل الظروف الإنسانية للعمل، وحل المشكلات الصناعية  حلال علمياً.
فالكفاية الإنتاجية هي محور علم النفس الصناعي. وهي تتلخص- في حالتها انموذجية المثلى- في إنتاج أكبر مقدار، من أجود نوع، في أقصر وقت، وبأقل مجهود وأكبر قدر من الرضا والارتياح من العاملين.
وتتوقف الكفاية الإنتاجية إلى حد كبير على اتقان العامل عمله  بأوسع معنى لكلمة العامل. هذا الاتقان لا يتوقف فقط على الاستعداد الفني والإعداد المهني للعامل أو على ما يحيط بعمله من بيئة مادية مريحة، بل إنه يرتكز كذلك على عوامل نفسية شتى، منها استمتاع العامل بعمله، ثم إدراكه وشعوره بأن المصنع أو الشركة أو المؤسسة التي ينتمي إليها تهتم به كإنسان، وتعمل على اشباع حاجاته المادية والنفسية الأساسية، وتستمع إلى شكاواه، وتشركه في الرأي والربح، كما يرتكز أيضاً على فهم العامل لقيمة عمله وأهميته ودوره في الإنتاج، ونطاق هذا الدور، ومدى تفاعله مع جهود الآخرين، وارتباطه بخطة الإنتاج العامة- وهنا تبدو أهمية الثقافة العمالية.
وغنى عن البيان إن اتقان العامل عمله يعني ويتضمن القضاء على عوامل الهدر والتبذير والضياع في الوقت والجهد والمال...الخ. وغيرها من العوامل التي تعمل على خفض مستوى الكفاية الإنتاجية.
وكثيراً ما يحدث في ميدان الصناعة من مشكلات يجب ألا تحسم بحلول ارتجالية بل بحلول علمية تقضي عليها، أو تخفف من حدتها، أو تجد الوسائل الصحيحة إلى ضبطها والتحكم فيها.
هذه المشكلات المنوعة يمكن حصرها في ميادين ثلاثة:
1- المواءمة المهنية: ويقصد بها تكييف الشخص لعمله أي وضعه في العمل الذي يستطيع أن يؤديه بنجاح لكونه يتناسب ويتلائم مع ذكائه وقدراته، يرضى عنه ويميل إلى ممارسته لأن يتمشى مع ميله ومستوى طموحه وفكرته عن نفسه ويشمل هذا الميدان موضوعات التوجيه المهني، والاختيار المهني، والتأهيل المهني للعجزة وذوي الحاجات الخاصة . كما يشمل موضوع التدريب المهني لتمكين العامل من اتقان عمله وتكييفه لظروف هذا العمل.
2- الهندسة البشرية: ويقصد بها تكييف العمل وظروفه للعامل، وذلك بالبحث عن أفضل الطرق وأسهلها لأداء العمل، وتكييف الآلات والأدوات والعدد حتى تناسب العامل الذي يديرها أو يستخدمها. وكذلك تعديل الظروف الفيزيائية للعمل كالإضاءة والتهوية ودرجتي الحرارة والرطوبة ومما يدخل في نطاق هذا الميدان من دراسة التعب والملل وفترات الراحة وحوادث العمل.
3- العلاقات الإنسانية: وهو الميدان الذي يتناول دراسة الروح المعنوية للعمال والموظفين في الشركة أو المصنع، وطرق الاتصال والتفاهم المتبادل بينهم وبين إدارة العمل، كما يدرس سيكولوجية إدارة الأعمال وقيادة الجماعات، وتخطيط العلاقات الاجتماعية لفرق العمال الذين يعملون معاً وإشراك العمال في اتخاذ القرارات وفي الأرباح، والتوجيه النفسي للعامل.
من هذا يتضح تعدد الوظائف التي يستطيع أن يقوم بها السيكولوجي الصناعي أو الخبير النفسي في ميدان الصناعة. الواقع إن أية مؤسسة أو شركة أو مصنع حديث لا يمكن أن يستغني عن خدمات الخبراء النفسيين في هذه الميادين الثلاثة، يعاونهم في أعمالهم هذه بطبيعة الحال أخصائيون في الهندسة المهنية، والطب المهني، والطب النفسي، وعلم وظائف الأعضاء، والاقتصاد...الخ من علوم.
ويمكننا القول بأن علم النفس الصناعي علم محايد مستقل عن الاتجاهات والمذاهب السياسية. كما أنه يبحث- كغيره من العلوم- متخذاً بالأسلوب العلمي في البحث، عن أسباب المشكلات قبل أن يوصى بالعلاج، أي أنه يواجه الأسباب لا الأعراض كي تكون الحلول التي يصل إليها حاسمة ناجعة لا تقوم على التخبط والارتجال والنشاط العشوائي والتصرف من دون ضابط لذا كان دعامة من الدعامات الأساسية في التخطيط القومي لاستغلال القوى البشرية ورفع الكفاية الإنتاجية في كل بلد نام.

الصفحات