كتاب "المبحوح في دبي" للكاتب يومي عيني، والذي ترجمه إلى العربية الكاتب نايف فايز خوري، يقول يومي عيني في مقدمته: "حين سمعت عن عملية تصفية محمود المبحوح، شدني الموضوع جدًا، لأنها عملية سرية مميزة، وأشار الجميع بإصبع الاتهام إلى أن "الموساد" هو المسؤول عن تنف
أنت هنا
قراءة كتاب المبحوح في دبي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
طيلة هذه الفترة تابعت أربع عيون تحركاته وتصرفاته.
قالت "ملاني" ل"إيفي": "يذوب الفتى عشقًا للنساء، مما يؤكد أن المرأة يمكنها الإيقاع به في شباكها بسهولة."
هزت "إيفي" رأسها موافقة.
راح المبحوح في غفوة قصيرة. وأيقظه صوت الطيار الذي خاطب المسافرين: "إننا نقترب من مطار دبي. أرجو من المسافرين الجلوس على مقاعدهم وربط الأحزمة."
أفاق المبحوح وربط حزامه، وتمتم بكلمات الحمد والشكر لله على الوصول بالسلامة. فإنك قد تركب الطائرة لكنك لست واثقًا من وصولك إلى بغيتك سالمًا. أخذ الطيار ينخفض بالطائرة فسمع المسافرون ضربة فجائية، فأدركوا أنها عجلات الطائرة التي يهيئها الطيار استعدادًا للهبوط، والتي ستحمل وزن الطائرة ووزن ركابها وأمتعتهم. وكان ثمة من ذهل، فأخذ الجميع يرفعون صلواتهم إلى رب العالمين. ومنهم من جثا على ركبتيه وصلى، ومنهم من التصق بالنافذة الزجاجية للطائرة وأخذ يعد الدقائق واللحظات منتظرًا بفارغ الصبر وصول عجلات الطائرة إلى الأرض.
كانت هذه اللحظات طويلة جدًا، وحين لامست العجلات أرض المدرج صفق المسافرون للطيار الماهر ولفريق المساعدين لأن الطائرة هبطت بغاية الليونة والسهولة.
انتظر المبحوح باب الطائرة لكي يفتح فتقدم بخطى وئيدة في الممر، وهو يحيي المضيفة التي خدمته، فيعانقها ويقبلها على وجنتها. وأخذ يهبط على سلم الطائرة، ومن هناك تقدم إلى شباك الجوازات. قدم جوازه المزيف، وفوجئ من أن الشرطي يختمه له بدون أي متاعب. بل سأله عن بغيته من القدوم إلى دبي، فرد المبحوح، "أعمال تجارية بالطبع."
وصل مندوب كبير من حركة حماس للتأكد بأن عملية دخوله تجري دون معوقات. علم المبحوح الذي حمل حقيبة سفر خفيفة، مسبقًا أين يجب أن يصل، كما علم ذلك مندوب حماس الذي كان ملمًا بالتفاصيل، وحرص على عدم الدنو منه. واكتفى كلاهما بتبادل النظرات بينهما. وكان آخرون الذين عرفوا بالضبط أين وجهة المبحوح، فانتظروه.
انتظر الرجل زوجان من العيون، وحين شاهدوه بدأت بشكل فعلي العملية التي أعدت لتصفيته بسرعة دون ترك أي أثر في الحلبة. ولا يقل أهمية عن ذلك ألا يلقى القبض على أحد من أفراد الخلية قبل مغادرتهم دبي.