رواية "حديقة الأموات" الثالثة للأديب شحادة، تدور أحداثها حول رجل مسيحي يدعى فايز الحلاق، وهو في الستين من عمره، يغادر مدينته الناصرة بعد اكتشافه لخيانة زوجته وملاحقتها له بواسطة عشاقها، ليقيم في مقبرة إسلامية قديمة في مدينة القدس، يحاول أثناء وجوده في القدس
أنت هنا
قراءة كتاب حديقة الأموات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
ـــ لا أدري هكذا أنا , أشعر بحاجة قويـِّة ٍ إلى الرجل .
ـــ وأنا رجلك , وهل أقصـِّر معك بشيء ؟
ـــ وهل أقصـِّر أنا بشيء ٍ أيضا ً ؟
ـــ أنت تخونين الأمانة .
ـــ لاأستطبع غير ذلك .
ـــ لن أستطيع العيش معك بعد اليوم , غدا ً صباحا ً تأخذين ملابسك وأغراضك ِ وتعودين إلى بيت أهلك حتـَّى ننهي زواجنا بالطلاق .
ضحكت عندها ضحكة تهكمية وقالت له بلهجة التهديد .
ـــ هاذا البيت بيتي , أنت َ الذي سيتركه , غدا ً صباحا ً , ولماذا صباحا ً , الآن خذ ملابسك وعد إلى أمك العجوز .
عندها وقف واندفع نحوها ليضربها , لم تـَخـَف ْ من حركته , بل أجابته بكل ِّ وقاحة .
ـــ إذا لمستني سأشكوك للشرطة , وستنام الليلة في السجن , الأفضل لك أن تخرج َ بهدوء وسلام.
تجمـَّد في مكانه , لكنه لم يفكر مرتين , ابتعد عنها وأخذ بعض الملابس قائلا ً لها .
ـــ سآتي غدا ً لأخذ ما تبقى .
ـــ لا تعد إلى هنا , سأبعث لك بكل ما تبقـَّى لك , لا تخف لن آخذ شيئا ً منها .
وهكذا خسر بيته وخسر زوجته وخسر نفسه , وكان يتمتم ويتساءل وهو عائد ٌ إلى بيتهم القديم أهي حقا ً امرأة مستهترة ٌ أم مسكينة ؟