أنت هنا

قراءة كتاب مملكة النفاق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مملكة النفاق

مملكة النفاق

كتاب "مملكة النفاق- (من نكبة الحجاز إلى نكبة فلسطين)"، يتناول فترة مصيرية في تاريخ العرب الحديث، قد تكون مجهولة بالنسبة للكثيرين، حيث وُضعت الأسس التي سيقوم عليها بنيان التبعية والنفاق إلى يومنا، من أجل إحكام السيطرة على العالم العربي والإسلامي (وعلى فلسطين

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 7
كما عرف عن معظم رجالات دولته وادارييها انسلاخهم عن قيم الاسلام ومبادئه وانتماءهم للمحافل الماسونية التي اذن لها وانتشرت كظاهرة مدهشة في ولايات الدولة منذ عهد مصطفى رشيد باشا.
 
وعلى كل, فقد كان هؤلاء يديرون الدولة ويتخذون القرارات الهامة وهم يجلسون على موائد سفراء ووكلاء الدول الاجنبية, وفي الحالات المستعصية, عملوا ونشطوا كعصابة تهدد وترهب كل من خالفها الراي او ارادوا به كيداً. وأكثر من ذلك.. كان بمقدورهم أن يخلعوا السلطان وقتما شاءوا وهو ما فعلوه بعد حين مع السلطان عبد الحميد نفسه حين ناصبهم العداء من اول يوم وضيق عليهم الخناق ما استطاع وبذل ما بوسعه للوقوف في وجه مخططاتهم..
 
-"..الا أن العلماء الذين يسعون خلف المال والجاه وجهل اركان الدولة (في كثير من الاحيان) بكنه وأبعاد وعواقب نشاطهم, قد حالا دون وقوع مواجهة حاسمة او صدام شامل معهم من أجل اجتثاثهم".(4)
 
* * *
 
تزامن انتشار الماسونية وتأسيس المحافل الماسونية وجمعياتها في ارجاء الدولة العثمانية (وبطبيعة الحال, في الوطن العربي) مع دخول قناصل الدول الكبرى عنوةً وبموجب اتفاقيات مفروضة عليها قسراً بسبب الديون الباهظة أو الحروب الخاسرة العبثية في معظمها, او.. لحماية رعاياها من ذمة السلطان.
 
وهكذا, ومع بداية انشاء المدارس والمعاهد التابعة لهم في المدن الكبرى والحواضر الاسلامية تحت ستار العلم والتبشير والتحضير, فقد تنافست هذه الدول (وكل دولة لها محافلها) في سياسة الشرق وفي اجتذاب واستدراج العناصر التركية وغير التركية الى صفوفها من الشخصيات المرموقة الواعدة.
 
اما غير الاتراك, فكان المطلوب تغذيتهم بنزعات التمرد والاستقلال (وبالنسبة لموضوعنا, فقد ظهرت لدى العرب مقولة اغتصاب الخلافة وسرقتها..)
 
واما الاتراك فكان يتم نفحهم بافكار عن تخلف الاسلام وضحالته وعدم صلاحه لمواكبة العصر, أو بافكار طوباوية كاذبة كتلك التي عبر عنها احد رواد حركة تركيا الفتاة, وهو المسمى بكاظم نعمي دورو:
 
"ان اعراقنا واممنا وادياننا المختلفة التي لم تستطع ان تتوحد في اي مجال, وكانت دائمة النزاع قد اصبحت في وئام واتفاق تام تحت سقف الماسونية". (5)

الصفحات