أنت هنا

قراءة كتاب الإباضية نشأتها وعقائدها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإباضية نشأتها وعقائدها

الإباضية نشأتها وعقائدها

كتاب "الإباضية نشأتها وعقائدها"، فرقة «الأباضية»، والتي يُجمع المؤرخون على أنها إحدى فِرَق الخوارج، ولكن الأباضية يعتبرون أنفسهم ليسوا بخوارج، وإنما هم فرقة مستقلة، مما كان دافعاً لي في الكتابة، في هذه الفرقة نشأتها وعقائدها، ليظهر لنا مدى التوافق والاختلاف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
فإن هذه الفرقة الناجية، تتنازعها وتدعيها كل الفِرَق، بل تحاول بوسيلة أو بأخرى أن تفرض رأيها على غيرها، وذلك كله على الرغم من أن نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، وآثار السلف الصالح تدعو إلى اتباع الطريق المستقيم، ونبذ الطرق الملتوية، فعن ابن مسعود  قال: «خط لنا رسول الله ﷺ خطاً بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيماً. وخط خطوطاً عن يمينه وشماله، ثم قال: هذه السبل، ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه. ثم قرأ قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام:153]»(4).
 
وقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾ [آل عمران:103]، وقوله تعالى: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿31﴾مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿32﴾﴾ [الروم:31-32]، وقوله: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:115]، وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء:59].
 
وقوله ﷺ : «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»(5).
 
نقول: على الرغم من هذا وغيره، قد حدث الخلاف بين المسلمين، ووقع ما أخبر به النبي ﷺ وما حدّث به خلفاؤه الراشدون من افتراق الأمة، فوجدت الفِرَق في تاريخ الإسلام، وكثُرت وتفرعت، وكثُر معها النزاع والجدل والشقاق، وكثرت الآراء والأفكار، وكانت الدواعي على ذلك متنوعة، تتردد بين الظروف السياسية والعصبية القبلية، والمآرب الشخصية، واشتد الخلاف بعد التلاقح الفكري بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى، فكانت هناك الدوافع العلمية الثقافية، والسلوكية الخلقية، ونشأت في ظلها فِرَق ومدارس، كان على رأسها فرقة «الخوارج» فهي أول وأقدم الفِرَق الإسلامية ظهوراً على مسرح الحياة، والخوارج وإن كانت تتفق في الخروج على الإمام الجائر، إلا أنها تتشعب من داخلها إلى فِرَق، ومن هذه الفِرَق، والتي عاشت حتى الآن، فرقة «الأباضية»، والتي يُجمع المؤرخون على أنها إحدى فِرَق الخوارج، ولكن الأباضية يعتبرون أنفسهم ليسوا بخوارج، وإنما هم فرقة مستقلة، مما كان دافعاً لي في الكتابة، في هذه الفرقة نشأتها وعقائدها، ليظهر لنا مدى التوافق والاختلاف بينها وبين الخوارج.
 
هذا، وقد سميت هذا الكتاب «الأباضية نشأتها وعقائدها» وقد جاء في جزأين:
 
أما الجزء الأول: فيشتمل على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول.
 
أما المقدمة: فقد تناولت فيها أهمية الموضوع، والباعث على الكتابة فيه، ومنهج البحث.
 
وأما التمهيد: فقد تحدثت فيه عن الأسباب التي أدت إلى اختلاف المسلمين ونشأة الفِرَق.
 
وأما الفصل الأول: فقد تكلمت فيه عن النشأة التاريخية لفرقة الخوارج.
 
وأما الفصل الثاني: فقد تناولت فيه النشأة التاريخية لفرقة الأباضية.
 
وأما الفصل الثالث: فقد عقدته للحديث عن فِرَق الأباضية المنشقة وعقائدها.
 
وأما الجزء الثاني: فقد تناولت فيه العقائد الإيمانية في مذهب الأباضية.
 
وقد اشتمل على ثمانية فصول وخاتمة:
 
أما الفصل الأول: فقد تحدثت فيه عن قضية وجود الله تعالى.
 
وأما الفصل الثاني: فقد تكلمت فيه عن الصفات الإلهية.
 
وأما الفصل الثالث: فقد عقدته للحديث عن رؤية الباري تعالى.
 
وأما الفصل الرابع: فقد تحدثت فيه عن أفعال العباد.
 
وأما الفصل الخامس: فقد عقدته للحديث عن النبوات.
 
وأما الفصل السادس: فقد تكلمت فيه عن السمعيات.
 
وأما الفصل السابع: فقد تناولت فيه مبحث الإيمان والإسلام وما يتصل به من أمور.
 
وأما الفصل الثامن: فقد تحدثت فيه عن قضية الإمامة.
 
وأما الخاتمة: فقد تناولت فيها أهم الحقائق والنتائج التي توصلت إليها من خلال تتبعي ودراستي لهذا الموضوع.
 
وبعد:
 
فهذا ما هداني الله تعالى إليه في بحثي هذا، فإن كنت قد وُفِّقت فذلك بفضل الله تعالى وتوفيقه، وإن تكن الأخرى فعذري أنني بشر أخطئ وأصيب، والكمال لله وحده، وحسبي أنني ما ابتغيت إلا وجه الحق والصواب.
 
وأخيراً ندعو الله تعالى أن ينفع ببحثنا هذا طلاب العلم والإيمان، وأن يرزقنا الإخلاص فيما نكتب ونعمل، إنه نِعْمَ المجيب.
 
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
 
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام.
 
المؤلف
 
د. محمد بن الحسن المهدي

الصفحات