أنت هنا

قراءة كتاب الإباضية نشأتها وعقائدها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإباضية نشأتها وعقائدها

الإباضية نشأتها وعقائدها

كتاب "الإباضية نشأتها وعقائدها"، فرقة «الأباضية»، والتي يُجمع المؤرخون على أنها إحدى فِرَق الخوارج، ولكن الأباضية يعتبرون أنفسهم ليسوا بخوارج، وإنما هم فرقة مستقلة، مما كان دافعاً لي في الكتابة، في هذه الفرقة نشأتها وعقائدها، ليظهر لنا مدى التوافق والاختلاف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
الخلاف الثالث في موت النبي ﷺ :
 
لما أذيع نبأ وفاته ﷺ هالَ الخبر بعض أصحابه، حتى غيّب عقولهم، وأذهلهم عن هذا المصير المحتوم، الذي ينتظر البشرية قاطبةً، بما في ذلك الرسل والأنبياء، فزعم قوم أنه لم يمت، وإنما رفعه إليه كما رفع عيسى ابن مريم  ، وقال قوم: إنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران  وليرجعن رسول الله، فليقطعن أيدي وأرجل رجال زعموا أنه قد مات. وقال الفاروق عمر بن الخطاب  وهو من هو في هذا الصدد: «من قال إن رسول الله ﷺ قد مات ضربته بالسيف».
 
حدث هذا عندما كان أبو بكر الصديق  بعيداً عن المدينة، في زيارة أهله، فلما حضر الصديق، دخل على رسول الله ﷺ ، وهو مسجىً فكشف عن وجهه وقبّله، وقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، طبت حياً وميتاً، أما الموتة التي قد    كتبها الله عليك فقد ذقتها، وتلا قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر:30]. وقف أبو بكر، يعلن أن النبي ﷺ قد لحق بربه، وأن شأنه في هذا الأمر شأن غيره من الناس، وتلا على الذين هالتهم المصيبة قول الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران:144]. ويسمع (عمر)  المضطرب القُوى الضعيف عن احتمال الفاجعة هذه الآية الكريمة، فيثوب إليه الرشد ويعلم أن وعد الله حق، فيخضع لقضاء الله ويؤمن بأن الله تعالى اختار لرسوله ما عنده، بعد أن أكمل به الدين الذي رضيه لهم، ويقول عمر: «والله لكأني لم أسمع هذه الآية من قبل»(16). وحينئذ هدأت النفوس واطمأنت القلوب، واعترف جميع الصحابة بما ظهر من الحق، من أن رسول الله ﷺ قد فارق الحياة، وأنها سنّة الله في خلقه، ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب:62]، وبذلك زال الخلاف.

الصفحات