أنا حاوية مخلفات (أجلكم الله) بأسماء متعددة· البعض يطلق عليّ حاوية قمامة· البعض الآخر يفضل اسم حاوية الفضلات· هناك من اختار لي اسم .برميل الزبالة.
قراءة كتاب مذكرات حاوية مخلفات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
أحد أكثر من كان يتعمد مشاغبة .بوفهد. ويناديه باسم .الزجّوبي.(بضم الزاء وتشديد الجيم، مع نطقها بالطريقة المصرية)، وهي كلمة تطلق على الشخص .النسونجي. أو الباحث باستمرار، وبأي طريقة عن المتعة الجنسية، هو صاحب المقهى، .بوبراهيم. الغريب أن .بـوبراهيم. - بحسب ما التقطته أذناي - كان هو نفسه صاحب صولات وجولات ومغامرات نسائية مماثلة، لكن ليس في .فارس رود. الهندية وشبيهاتها، وإنما في منطقة .مابيني. الفلبينية، وفي منطقة .پادپونغ. التايلاندية؛ لذا كان الجميع ينتظرون ردود أفعاله حينما تمر فتاة فلبينية أو تايلاندية صغيرة من أمام المقهى· كان هو بدوره لا يخذلهم؛ فيسمعهم الآهات والزفرات، بل ويمضي واصفاً شيئا من ميزاتهن في الفراش· هنا كان يأتي دور .بوفهد. ليرد له الصاع صاعين، فيقف صائحا: .إشهدوا يا ناس! منهو الزجـّوبي ألـْحين؟ أنا وإلا هذا التـِفـْلنـْزي (متحلل من القيم أو عديم الحياء)؟.
الشخص الآخر المشاغب لـ.بوفهد. كان يـُدعى .بومحمد.، وكان سبيعنيا وقورا، يتحاشى الحديث والمجادلة فـي الشأن السياسي، لصالح الشأن الرياضي، بل ويوصي الآخرين بقراءة الملاحق الرياضية للصحف اليومية، ومتابعة أخبار كرة القدم العالمية، عوضا عن الأخبار السياسية الجالبة للصداع وارتفاع ضغط الدم· كان .بومحمد. ينتشي فرحا إذا ما حقق فريقه الأجنبي المفضل (فريق برشلونة الإسباني) انتصارا على الفرق الأخرى في الدوري الأسباني أو دوري كأس أوروبا للأندية·
قريبا من أفكار الأخير، كان هناك .محمود. الشاب الثلاثيني، الذي كان يحضر مبكرا ويغادر مبكرا أيضا دون استخدام سيارة، وهو ما جعلني أجزم بأنه من سكان .الحورة. الأصليين، الذين تمسكوا بالإقامة في حيهم العتيق، ورفضوا كل مغريات النزوح منه إلى مناطق أخرى· اعتاد .محمود. أن يجلس بمفرده، وأن يكتفي بالحديث عن الأندية الرياضية المحلية، مع من يتصادف وجوده في المقهى من شباب في سنه·
كان المقهى يحتضن أيضا أفرادا من الجالية المصرية المقيمة في البحرين، ممن لم يكن أحد يعرف وظائفهم أو المهن التي يزاولونها، أو عما إذا كانوا يعملون أو لا يعملون، بسبب جلوسهم الطويل والمتكرر في المقهى· كان هؤلاء يمتازون بعدم الاختلاط مع رواد المقهى من البحرينيين إلا نادرا، فضلا عن انكبابهم الشديد على لعبة الطاولة (النرد)، وحماستهم المبالغ في قرقعة أحجارها بطريقة مثيرة للأعصاب، وكأنهم يجتازون مسابقة عالمية في اللعبة· ما بين هذا وذاك كانت ترتفع أصواتهم صراخا، إما بسبب خطأ ارتكبه لاعب ما، أو بسبب رأي سياسي مستهجن أفصح به أحدهم، أو بسبب تمسك واحد منهم بصواب أسلوبه في المبارزة· لكنهم، كعادة كل المصريين كانوا أصحاب نكتة، بل كانوا ينكتون باستمرار على مواطنيهم الصعايدة· سمعتُ ذات مرة أحدهم يصرخ قائلا: .الصعايدة لسه محتارين·· تعرفوا في إيه؟. فلما احتار زملاؤه في الإجابة، رد عليهم قائلا: .محتارين، هل تقويم الأسنان هجري أو ميلادي؟. لم يكد هذا ينتهي من نكتته، حتى بادره زميل له بنكتة أخرى قائلا: سمعتوا نكتة الأسانسير؟ فأجابوه بالنفي، فرد عليهم .يبقى أكيد كنتوا طالعين على السلم.، وفي مناسبات أخرى سمعتُ منهم نكتا وطرائف أضحكتني حتى دمعت عيناي!
الزوج لزوجته: بتعرفي إن الملح بيغار عليكِ يا حياتي؟