أنت هنا

قراءة كتاب الطريق إلى مكة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الطريق إلى مكة

الطريق إلى مكة

رواية "الطريق إلأى مكة" للروائي اليمني محمد الغربي عمران، نقرأ منها: "الحمدُ له المتعالي عن أن يكونَ لثواقب العقول والأفكار مَـــرَاسٍ لآفاق عظمته، المتجلل عن أن تعبر مختلفاتُ الألسنِ واللغاتِ عن كــُــنــْـهِ صفتِه، المتقدس عن الصفة ونفيها اللائقين بإبداعه

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
- أنا اسمي صعصعة·· وأنت ما اسمك؟·
 
ظننت أمي كانت تسخرُ مني حين قالت لي بأن اسمه صعصعة!· لكنه اسمه بالفعل·· أبحث عن علاقة بين وجهه المستطيل وهذا الاسم·· أتذكرُ قولَ أمي .الأسماء تشبهُ أصحابَها;· فما أن تتعرفَ على أحدهم عليك بالبحث عن التشابه بين ملامحه واسمه·· ليبدأ بداخلي تأثيثُ تلك الأسماء بتفاصيلَ صغيرة تلتقطها حواسي من سِحْــنـَـة أَوْ بسمة أَوْ صوت·· تداركت انتظاره لردي:
 
- جَــوْذَر·· اسمي جَــوْذَر·
 
- نعم جَــوْذَر لقد تذكرتُ·· أمُّــك أخبرتني بذلك·
 
لم استسغ اسمه ذاك·· سرحت أبحثُ له عن اسم·· عاد صوته الهادئُ وكأنه يقرأ ما يعتملُ بداخلي:سنكون صديقين· لم أدرِ ما أرد به·· أدرك ارتباكي·· أردف: اسمك جميل·· لكني سأطلق عليك صديقي الصغير· كما لو أنه هو الآخر لم يستسغ اسمي·· أنَّ كــُــلاً منا قد قرر اختيارَ اسم جديد للآخر·· لم تمر غيرُ أيام حين أسعفني أحدُهم مخاطباً له بالمعلم·· اعتقدت أنه اسم·· إلى أن عرفتُ بأنه صفة·· بينما استمر هو يخاطبني بصديقي الصغير·· كنت أنا أخاطبُه بالمعلم·· لم أكن قد سمعت أحدَهم يصفني بالصديق غيرَ أمي·· فحين تكون مغتبطة·· تحتضنني وهي تقول: مرحباً بصديقي·· خليل روحي· فأشعر بالزهو والفرح·
 
بعدَ أيام من مقتل المعلم صعصعة كلفتني زوجتهُ بإعادة بناء الحانوت·· استشرت أمي·· نصحتني بخوف أن أتريَّثَ·· صوتها يُربكني·· لا أرى لي عملاً غير ما تعلمته على مدى سنين من المعلم·· أذهبُ خلسةً عبر الشوارع والأزقة المليئة بالأنقاض والمخلفات إلى السوق·· أتأملُ الحانوت·· بقايا جُدرانه·· الدِّكــَّـة الحَجَرية الأمامية لا زالت متماسكة·· كَومة عيدان متفحمة مختلطة بأحجار وأتربة أنقاض السقف·· كــُــلُّ شيء بلون الحريق·
 
يسألني بعضُ جيراننا في سوق الوراقين: هل ستعيد بناء الحانوت؟ البعض: ربنا يعينك·· ويرحمه!· وآخر:إن رغبت أن تعملَ معي فأنا أرحب بك·
 
صممت على إعادة الحانوت إلى سابق عهده·· حذرتني أمي من الانقياد للعاطفة·· لم أدرِ أَيّة عاطفة كانت تقصد·· حُبي لعملي·· أم للمعلم·· وهي مَن كانت تحب أن تستمعَ لحديثي عنه طوالَ الوقت·· أم أنها تعلم بتلك المشاعر التي أحملها لـ (شــَـوْذَب)·

الصفحات