أنت هنا

قراءة كتاب لمحات اجتماعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لمحات اجتماعية

لمحات اجتماعية

لمحات اجتماعية، للكاتبة العراقية مي شبر، تستعيد فيه مواضيع طريفةً مرةً ومرّةً يشدها الحنين إلى بغداد وهو حنين عبرت عنه بمقطوعات حزينة ذيّلتها بقول شاعر العراق الكبير الجواهري (يا دجلة الخير يا أمّ البساتين).

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
حقيقة الأسماء عند العرب
 
كنا صغاراً ويسألوننا: ما هو الشيء الذي تملكه أنت ويستعمله غيرك؟ وما هو الشيء الذي يلازمك لآخر لحظة في حياتك؟
 
أجل، فالإسم يلازم حامله حتى بعد مماته حين يذكر بالخير أو الشرّ· لذا لا بد من الدقة والتروي في اختيار الوالدين لأسماء مواليدهم لما للاسم من تأثير كبير في شخصية الإنسان كما يؤكد ذلك علماء النفس فالفرق كبير جداً في أن تنادي الشخص باسمه، أو تقول له: يا هذا، أو: يا أنت· ويقال أن أجمل سمفونية يسمعها المرء في حياته هي اسمه فهو يشعر بالفخر وتزداد ثقته بنفسه حين تنادي باسمه لاسيما إذا كان الاسم جميلاً وذا دلالات ومعاني سامية· ولكن قد يحصل أحياناً أن يحمل بعض الأشخاص أسماء ينفر منها السمع ويشمئز منها الذوق مما يجعل صاحبه يشعر بالنقص والخجل كلما ناداه أحد باسمه أو سأله عنه وكثيراً ما يحصل ذلك بين الطلبة في المدارس أو إذا سئل أحدهم عن اسمه في مراجعات رسمية أو إملاء أوراق ثبوتية فتراه يذكر اسمه بصوت منخفض جداً مما يزيد الطين بله حين يتكرر السؤال ما اسمك؟ والحديث الشريف يقول إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فاحسنوا اختيارها كما نهانا الإسلام عن التنابز بالألقاب {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}· صدق الله العظيم·
 
يحضرني بهذا الصدد ما قرأته يوماً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رجلاً جاءه يشكو من ابنه كونه مشاكساً ويسيء له دائماً فسأله عمر: أي واحد من أولادك؟ فهم كثر· فقال الرجل: هو (···) كان الابن يحمل اسم حشرة ! فقال عمر رضي الله عنه: لقد أسأت إليه قبل أن يسيء إليك·
 
وقيل للعتبي: مابال العرب سمت أبناءها بالأسماء المستشنعة، وسمت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟ فكان الجواب: لأنها سمت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لنفسها من أمثال سرور ومرجان وريحانة ومحبوبة···· الخ وكان للعرب مذاهب في تسمية الأبناء، فمنها ما سموه تفاؤلاً على أعدائهم نحو: غالب وثابت وعارم أو تفاؤلاً للأبناء مثل: نائل وعامر وسعيد ومنها ما يسمى بأسماء السباع ترهيبا لأعدائهم نحو أسد وضرغام وليث··· الخ ومن طريف ما يذكر أن الرجل كان إذا خرج من منزله وامرأته تمخض أي (في حالة مخاض) يسمي ابنه بأول ما يصادفه في طريقه حتى ولوكان ثعلب أو كلب أو حمار أو جحش أو عنز وفي بعض الأحيان إذا خرج من الدار ونظر إلى أعلى وشاهد غراب يسمي ابنه غراب وهكذا· أما أسماء النساء فكان معظمها مما يتفاءل منه بالخير أو يدل على النعيم والجمال كحوراء أو هيفاء وحسناء··· إلخ·
 
هنــاك مقــولة (لكل من اسمه نصيب) ترى ما مدى صحة ذلــك؟
 
بعض الآباء يطلق على ابنه اسم (نبيل) ويبقى يحاول أثناء تربيته أن يجعله نبيلا في أخلاقه وتصرفاته لينطبق عليه قول - اسم على مسمى - وكذلك الحال في كريم ومسعود متمنياً له السعد والحظ في حياته·

الصفحات