أزقة العقل السعودي: للكاتب الصحافي محمدالطريري، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، كتاب يذهب بعيداً في رصد التفاصيل السعودية إلى مناقشة الكثير من القضايا التي تجتمع رغم تباعد عناوينها في سعودية البطل أو المسرح أو الحدث.
أنت هنا
قراءة كتاب أزقة العقل السعودي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
وبعد وصولي إلى كابل بيوم واحد فقط سقطت كابل وجلال أباد بالتزامن، حتى أننا كدنا نذهب إلى جلال أباد للالتحاق بتورا بورا، لكن مقاتلي طالبان على حدود كابل منعونا، وأمرونا بالتوجه إلى قندهار بناء على أوامر الملا محمد عمر، وكانت نتيجة سقوط جلال أباد، أن جميع من كانوا معي في المعسكر هناك تم ترحيلهم إلى غوانتانامو، ونجوت بفضل الله تعالى، بعدها توجهت إلى قندهار بدلاً من تورا بورا، وبمجرد وصولي إلى قندهار أعلن مقتل أبي حفص المصري، الأمر الذي سبب لنا صدمة كبيرة، إذ كان الشخص المرشح لخلافة ابن لادن، وفي أثناء وجودنا في قندهار أيضاً سقطت هيٍرات ومزار شريف، وخوست·
ويشير التميمي إلى بداية التفكير في الخروج من أفغانستان في تلك الأثناء، غير أن خوف المجاهدين من الوقوع في مشكلة التولي من الزحف، التي تعد من السبع الموبقات، كما جاء في الحديث الشريف، جعلتهم يترددون، وكان الملا عمر في ذلك الوقت يدعو العرب للخروج حفاظاً على سلامتهم، لأن سحنة العربي معروفة، بينما أعضاء طالبان لا يكلفهم الأمر سوى نزع العمامة، والسير مع عامة الشعب
ويضيف التميمي: في أثناء إقامتي في قندهار قابلت أبا مصعب الزرقاوي، الذي كان يتمتع بشخصية قوية، وكان فصيحاً عندما يتحدث، وفي إحدى الليالي، وأثناء حراسة دورية، رأيت شخصاً قادماً وأمرته بالتوقف بواسطة عبارة محلية درَش، مراعاة للسكان المحليين، لكنه لم يتوقف، وفي اللحظة التي صوبت فيها سلاحي إليه، رفع يديه وقال صاحبك، صاحبك، أنا الزرقاوي، وكررها أكثر من مرة، ولو لم يقلها لكنت قتلته، واكتشفت أنه أبو مصعب الزرقاوي·
ويذكر التميمي ما قامت به وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الطالبانية، عندما جلدت أحد الوزراء الطالبانيين لتأخر ضيوفه عن الصلاة مع الجماعة، ورفض الوزير أن يُجلد ضيوفه، وتم جلده بدلاً منهم·
وعن الخروج من أفغانستان، يقول التميمي: في يوم 18 رمضان أعلن تنظيم القاعدة من خلال نظام المخابرة، أن من أراد الخروج فليتوجه إلى بيت الضحاك في قندهار، وكان معنا في بيت الضحاك الذي اجتمعنا فيه، عبيدة الزرقاوي (عبدالهادي دغلس، قتل في العراق، ورثاه الزرقاوي برسالة صوتية)، وأبو حفص العرب (من قيادات جماعة الجهاد المصرية)، وعدد من السعوديين والكويتيين واليمنيين·