أنت هنا

قراءة كتاب الصراع الطبقي في بلاد الشام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصراع الطبقي في بلاد الشام

الصراع الطبقي في بلاد الشام

كتاب "الصراع الطبقيّ في بلاد الشام" للكاتب شاكر النابلسي؛ تعبير الصراع الطبقي يثير الفزع عند كثير من القراء· وهو بداية إعلان حرب أهلية في أي بلد، ولدى أي شعب· ومن هنا، يخشى الناس الصراع الطبقي، الذي يمكن أن يهدد المواطنة· ولكن هذا كله، لا ينفي وجود صراع طبق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
-4-
 
في العهد العثماني وحتى عام 1918، كانت بلاد الشام وحدة سياسية واحدة· وانفصل عنها لبنان في عام 1920، حيث نشأ كيان مرتبط منذ الأساس بنظام سياسي محدد· ذلك أن فرنسا كانت حريصة على إعطاء العصبية المارونية المتحالفة معها منذ قرون، مجالاً للتعبير السياسي المستقل عن ذاتها في القرن العشرين·(4)
 
وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، نال لبنان استقلاله السياسي الكامل من فرنسا، واكتسب السمة الأساسية التي تجعل منه تشكيلة اجتماعية رأسمالية، ذات طراز فريد، مرتبط خصوصاً بموقعه داخل السوق الرأسمالية العالمية·(5)
 
وتمَّ فصل فرنسا للبنان· كما تبع فصل بريطانيا للأردن عن بلاد الشام،، وتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية· وتأسيس الأردن الحالي عام 1921، نتيجة لقرار بريطانيا في ذلك، فقد كان قبل ذلك تحت السلطنة العثمانية كقطاع متخلف اقتصادياً· وكان شيوخ القبائل هم الذين يملكون الأرض بمساحات واسعة· وكان معظم الفلاحين يستأجرون الأرض من هؤلاء على أساس المحاصة·
 
وقيام إمارة شرقي الأردن، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمخططات البريطانية - الصهيونية في المشرق العربي، وإحاطة الوطن القومي اليهودي بسلسلة من الدويلات الطائفية والبدوية، التي يسهل على إسرائيل القضاء عليها، والتوسع على حسابها، كما استولت على الضفة الغربية عام 1967·(6)
 
فلم تكن البقعة الجغرافية التي يمثلها الأردن اليوم، إلا ممراً للذهاب إلى مكان آخر· ليس للأردن دولة لها جذور في التاريخ، يُعاد إليها· وكان مؤسس الدولة الأردنية طارئاً على البلاد، ويحكمها بموافقة بريطانية· وكان المؤسس يعتقد، أن عمان محطته إلى مملكة واسعة، وهي مملكة بلاد الشام (سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن)· لكن المحطة تحوَّلت إلى دولة مستمرة· والأسرة الهاشمية تبدو أحياناً، متأرجحة في تكتيكها السياسي· وكان هذا التأرجح قد حُسم مرةً أولى عند فصل بريطانيا شرق الأردن عن فلسطين،(7) فنشأت في فلسطين معضلة، وحُلت لغير صالح العرب·(8)
 
وظهرت شرقي الأردن كدولة على المسرح العربي، نتيجة ضرورات وتسويات السياسة الدولية· وظلت حقيقة سياسية غير ثابتة، لا حدود واضحة لها خلال العشر سنوات الأولى من عمرها· وبذا، فقيام إمارة شرقي الأردن يتقاطع جذرياً مع المشروع البريطاني لإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين استناداً إلى وعد بلفور· وبذا أُنشئت إمارة شرق الأردن، لأهداف ترتبط بسياسة بريطانيا، تجاه المشروع الاستيطاني الصهيوني·(9)

الصفحات