كتاب "الصراع الطبقيّ في بلاد الشام" للكاتب شاكر النابلسي؛ تعبير الصراع الطبقي يثير الفزع عند كثير من القراء· وهو بداية إعلان حرب أهلية في أي بلد، ولدى أي شعب· ومن هنا، يخشى الناس الصراع الطبقي، الذي يمكن أن يهدد المواطنة· ولكن هذا كله، لا ينفي وجود صراع طبق
أنت هنا
قراءة كتاب الصراع الطبقي في بلاد الشام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصراع الطبقي في بلاد الشام
الصفحة رقم: 9
-8-
كما كان بعض الولاة في بلاد الشام يستدينون من كبار التجار الأوروبيين أموالاً ولا يردونها، أو يردون جزءاً بسيطاً منها في حالات قليلة· وشطَّ الولاة شططاً كبيراً في فن السرقة والنهب· فكانوا يعتبرون بعض المراكب المحملة بالبضائع الراسية في أحد الموانىء، مراكب قراصنة لكي تكون لهم حجة في الاستيلاء عليها، وعلى البضائع التي تحملها، وسجن طاقمها· وفي هذه الحالة، كان على القنصل أن يعرف ما يجب عمله، ودفعه للباشا لكي يُفرج عن المراكب، وطاقمها·(14)
وتكررت مظاهر البَلْص عند الباشوات، وتعددت وجوهها· فكان الباشوات يستغلون إفلاسات التجار الأوروبيين، ويختلقون الحوادث الغريبة، ويفرضون الغرامات غير المبررة، لمزيد من الحصول على الأموال بطريق البَلْص·
بل إن فساد الولاة في بلاد الشام دفعهم في بعض الأحيان إلى السكوت عن تجاوز رجال الدين المسيحيين للقوانين، التي وضعتها الإدارة العثمانية لتنظيم عملية التبشير والدعوة الدينية المسيحية، مقابل بعض المنافع المادية· فكان الولاة يقبضون على رجال الدين المسيحي والمبشرين لمخالفتهم القوانين، ولكنهم لا يلبثون أن يفرجوا عنهم، مقابل مبلغ من المال بعد المساومة والوساطة، في ظل حب السلطات الحاكمة للمال·(15)