كتاب "الصراع الطبقيّ في بلاد الشام" للكاتب شاكر النابلسي؛ تعبير الصراع الطبقي يثير الفزع عند كثير من القراء· وهو بداية إعلان حرب أهلية في أي بلد، ولدى أي شعب· ومن هنا، يخشى الناس الصراع الطبقي، الذي يمكن أن يهدد المواطنة· ولكن هذا كله، لا ينفي وجود صراع طبق
أنت هنا
قراءة كتاب الصراع الطبقي في بلاد الشام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصراع الطبقي في بلاد الشام
الصفحة رقم: 6
-6-
إن الفرق بين دعوتنا لإعادة وحدة بلاد الشام، ودعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، تتمثل في التالي:
1- كان الحزب السوري القومي الاجتماعي، يدعو إلى وحدة سياسية بين مساحات شاسعة وبلدان مختلفة منها: العراق، والكويت، والأحواز، وسوريا الحالية، ولبنان الحالي، والأردن الحالي، وفلسطين، وأطراف جغرافية طبيعية من سيناء، وقبرص، وهضبة عينتاب· بينما نحن ندعو إلى وحدة سياسية بين سوريا الحالية، ولبنان الحالي، والأردن الحالي، وما تبقى من فلسطين· فذلك أكثر واقعية في العصر الحديث، وفي ظل المعادلات الدولية القائمة·
2- اصطدمت دعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، بالسياسة الفرنسية التي كانت تحرص - وما زالت - على وضع لبنان إلى ما هو عليه· وكان لفرنسا في العشرينات، وما بعدها من القرن العشرين، سطوة وقوة، لم تعد الآن كما كانت·
3- حصل الآن، انقلاب هائل في الجغرافيا السياسية العالمية الذي نتج عن تفكك الكتلة الشرقية 1989· فالمتغيرات النوعية التي عصفت بالوقائع العالمية أسقطت توازنات كثيرة في السياسة والاقتصاد· أقلها عنفاً التوازن الدولي الذي اختل نتيجة لانتهاء الحرب الباردة، فاختلت معه التحالفات التي كانت تقوم في ظل الثنائية القطبية، وضاق بذلك هامش المناورات السياسية· وأكثرها عنفاً، هو الانفجار الهائل للمكبوت الديني والثقافي والعرقي، الذي تأسس بمجمله على الفشل الذريع لسياسات الاندماج الوطني، التي مارستها إيديولوجيات التحرير، ونماذج الأنظمة اليسارية السابقة·(10)
4- كانت دعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، تنطلق من حزب سياسي يسعى للسلطة· ويمكن أن تكون الرئاسة والسلطة لسوريا الطبيعية التي كان يدعو لها الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومؤسسه انطون سعادة، حلماً من أحلامه، وهدفاً من أهدافه السياسية· أما دعوتنا فلا هدف شخصياً لها، ولا مطمعاً سياسياً فيها، بقدر ما هي دعوة لوضع هذه البلدان في مكانها السياسي الصحيح الذي كانت عليه قبل 1918·
5- كانت من بين دوافع دعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، محاربة الاستعمار الفرنسي الطامع في المنطقة، بعد الحرب العالمية الأولى، في حين أن دعوتنا لا دوافع لها من هذا القبيل·
6- كانت دعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، في بداية القرن العشرين· وكنا لم نجرب بعد، السلطة الوطنية العربية بعد الاستقلال، والتي جاءت بمصائب وكوارث كثيرة، مثل حكم آل الأسد في سوريا، وحكم زعماء العائلات الطائفية اللبنانية التقليدية، وحكم منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس، وغيرها· ولم نرَ الأضرار الكثيرة والدمار الكبير الذي أحدثته هذه النظم السياسية في بلاد الشام· فلم تكن الحماسة ولا العزيمة في ذلك الوقت كبيرة وشديدة لوحدة سوريا الطبيعية، أو ما أُطلق عليه الهلال الخصيب أما اليوم، ونحن في خضم الثورات العربية، وقد تحرر العراق، وتحررت تونس، وليبيا، ومصر، واليمن، من الدكتاتوريات العاتية، وثارت سوريا، وتحرك الأردن حراكاً شعبياً بطيئاً وثابتاً فستكون الدعوة إلى وحدة بلاد الشام أكثر حماسة، وأشد عزيمة، وأعلى صوتاً، وأقوى حجةً، وأوسع قاعدةً، وأصغى آذاناً، من ذي قبل·
7- لم يكن الوعي السياسي، الذي أخذ يفجر الثورات العربية الآن، وخاصة في بلاد الشام، موجوداً في بداية القرن العشرين، عندما أنشأ أنطون سعادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ولم يكن قد وصل إلى هذا المستوى العالي والفعّال· كما لم تكن الكوادر السياسية الحالية الآن موجودة في ذلك الزمان، لكي تحقق وحدة بلاد الشام التي ننادي بها الآن· وتوفر الوعي السياسي ووجود الكوادر السياسية الشابة، سوف يساعد كثيراً على تحقيق هذا الحلم·
8- لقد تعلمت الكوادر السياسية من أخطاء التجارب الوحدوية الكثيرة السابقة· فهناك - حسب يوسف خوري - أكثر من 90 مشروعاً واتفاقية وبياناً للوحدةالعربية من عام 1913- 1989، وكلها فشلت فشلاً قاتلاً وذريعاً·(11) وكانت كلها حبراً على ورق، ومن أجل التزويق السياسي فقط·