أنت هنا

قراءة كتاب الصراع الطبقي في بلاد الشام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصراع الطبقي في بلاد الشام

الصراع الطبقي في بلاد الشام

كتاب "الصراع الطبقيّ في بلاد الشام" للكاتب شاكر النابلسي؛ تعبير الصراع الطبقي يثير الفزع عند كثير من القراء· وهو بداية إعلان حرب أهلية في أي بلد، ولدى أي شعب· ومن هنا، يخشى الناس الصراع الطبقي، الذي يمكن أن يهدد المواطنة· ولكن هذا كله، لا ينفي وجود صراع طبق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
-5-
 
لقد زال العهد العثماني، وزال عهد الاستعمار، وجرَّبنا حكم العسكر الذين كانوا مدنيين وملوكاً في بعض الأحيان، ولكنهم كانوا عسكراً في سلوكهم السياسي· وانتهى بنا الأمر إلى سوريا الآن، والأردن الآن، ولبنان الآن، وفلسطين الآن، وهو آن لا يسرُ عدواً ولا صديقاً· وإن كان يسرُ عدواً ما، فإنه لا يسرُ صديقاً أبداً·
 
ودعوة قيام وحدة بلاد الشام السياسية، في عصر الربيع العربي والثورة السورية الآن، والحشد الشعبي الأردني، لا علاقة لها البتة، بدعوة وحدة الهلال الخصيب التي دعا إليها الحزب السوري القومي الاجتماعي، برئاسة انطون سعادة، الذي أسس هذا الحزب عام 1932 في سوريا ولبنان· وقامت السلطات اللبنانية الخاضعة للانتداب الفرنسي بمحاربة هذا الحزب، الذي يدعو إلى وحدة بلاد الشام مضافاً إليها قبرص وبلدان أخرى· حيث تشير عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى أن العراق، والكويت، والأحواز، وسوريا الحالية، ولبنان، والأردن، وفلسطين، وأطراف جغرافية طبيعية من سيناء، وقبرص، وهضبة عينتاب، هي وحدة جغرافية واحدة، تضم أمة واحدة فُرِّقت·
 
ومن المعلوم، أن هذا الحزب دخل في صراع مع السلطات في لبنان، الذي كان لا يزال خاضعاً لسلطات الانتداب الفرنسي، حيث اعتبرته السلطات الفرنسية ثم اللبنانية حزباً غير شرعيّ، لأنه يدعو إلى إعادة جبل لبنان إلى سوريا الآن، وهو ما تمَّ فصله عن سوريا عام 1920 بجهود فرنسية كبيرة·
 
ومن المعلوم، أنه بعد اعتقال سعادة (مؤسس الحزب) وبعض أعضاء الحزب ثلاث مرات بين عامي 1936 و 1938، سافر أنطون سعادة قسرياً إلى أميركا الجنوبية متنقلاً بين البرازيل والأرجنتين لتسع سنوات، نشر فيها عقيدته بين المغتربين السوريين هناك، وعاد إلى لبنان عام 1947، ليصطدم مع السلطات اللبنانية المستقلة حديثاً·

الصفحات