‘هياج الاوز’ رواية واقعية أولى لبركات بل انه يوهم بواقعيتها في الصفحة الأولى بإنكار أي تحريف أو اختلاق، وإذا حصل، فهو منه براء، ويعتذر عن كشف طرق اتصاله بالشخصيات وتسجيل أقوالها ويمدنا بأرقام هواتفها.
أنت هنا
قراءة كتاب هياج الاوز
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
ثرثرات الأرواح في ثيابها الضيِّقة: نشأةُ العقل
ضربت تَاسُوْ رأس ابنها رَنْد بظاهر قبضتها اليسرى، المضمومة· سُمعَ رنينُ الضربة مرفرفاً حول أقحاف الجالسات في صدر البيت، فانكمشنَ استياءً· عظامك حجارة، ياتاسو، قالت نازْلي راكانْ· حدَّقت إلى ابن الرابعة عشرة: سيسيل دماغه من أنفه، بعد قليل ابتسم رَنْد: دماغي سِيْليْكون، يا أُم توفا
تلقَّى رند ضربة جديدة من قبضة أمه على رأسه، وقد مطَّت جسدها الجالس على كرسي لصق الأريكة الخضراء في اتجاهه: اسم ابنها توفو، ياابن القحبة
نهض رَنْدْ عن الأريكة متحامياً منها: ابنها يشبه الممثلة السويدية توفا
أنا لستُ مستاءةً، ياتاسو، قالت نازْلي· رفعت وجهها إلى الشاب الصغير، الواقف: سمِّني أُمَّ كارولاَّ؛ أُمَّ هيلينا؛ أُمَّ مازولاَّ
زيت مازولا؟، ساءلتها سلام، الملتصقة بها على الأريكة الرمادية، المواجهة للكنبة الخضراء·
تعال· اقتربْ نادت تاسو ابنَها الشاب الصغير· أشارت إليه بجمرة لفافة التبغ: سأكوي خصيتيك· أنت لم تخلع لوحَ اسم الشارع عن جدار العمارة
أُمي تهذي، رد الشاب مصحِّحاً وضْعَ نظارته ذات الإطار المعدني· كيف أخلع لوحَ اسم الشارع؟!! ظننتكِ تمزحين البارحة
هزَّت المرأة الضخمة، البدينة، رأسها أسَفاً· رفعت قميصَها الطويل عن نطاق بنطالها الجنز تحكُّ ثنيةً من الشحم على بطنها، أمام أعين زائراتها التسع· كيف لي أن أعتمد على هذا القديد المعفَّر بغبار قامشلوكي؟
رند وُلِد في السويد، ياتاسو، قالت راوَتْ خليل المتصبِّبةُ ذهباً من شعرها المُبالَغ في صباغه، فردت تاسو:
- خصيتا أبيه النَّكرة كانتا مليئتين بغبار قامشلوكي· تفو·
سأقتلكِ؛ ذات يوم، ياأمي، قال الشاب النحيل، المنسلِتُ البنطال عن ردفيه الممسوحين·
ياالله، تمتمت تاسو مستحسنةً كلماتِ ابنها· أدارت عينيها البُنيتين على صويحباتها:
- سأغيِّر اسمَ هذا الشارع·