‘هياج الاوز’ رواية واقعية أولى لبركات بل انه يوهم بواقعيتها في الصفحة الأولى بإنكار أي تحريف أو اختلاق، وإذا حصل، فهو منه براء، ويعتذر عن كشف طرق اتصاله بالشخصيات وتسجيل أقوالها ويمدنا بأرقام هواتفها.
أنت هنا
قراءة كتاب هياج الاوز
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
منذ متى تعاشريننا، ياشتولا؟، ساءلتها شيراز، التي لاتتبرَّج إلاَّ بكحل على أجفانها· ثلاث سنين، قالت مستطردةً· ألم تلحظي أننا كلَّما خذلتنْا أجسادُنا باتت السنتُنا أكثر طلاقة في التعويض على هذه الفروج المخذولة بين أفخاذنا؟ ضحكت· نتحدث مثل قحاب· نعم· جسدُكِ الفتيُّ يتصرَّف كقحبة في السرير· أما أجسادنا فلها الوحدة الطاهرة· أسِرَّتنا للنوم الطاهر· فروجُنا للنوم الطاهر ضربت براحتها على صدرها العارم الشرس: أسعفيني بقضيبٍ مجاهدٍ، ياشتولا، وخذي مني لساناً عفيفاً كلسانِ وليٍّ
لاتوجد قحبة في هذه الحياة، قالت تاسو· رفعت طرف قميصها عن شحم كشحها الأيمن، المنفلت من نطاق البنطال· حكَّت الشحمَ: لم يخلق الله قحبةً، في هذه الحياة، بعدُ
في أية حياة ستوجدُ القحبةُ، إذاً؟، ساءلتها نازلي·
في الآخرة، ردت تاسو·
سقط بعضُ الأسطوانات المدمجة، الصغيرة، من رفٍّ في المستطيل الخشبي، الثابت على قاعدته، حين سحبت راوَتْ خليل، المتصبِّبة ذهباً من شَعر المبالَغ في صباغه، قُرصاً· سأسكتكنَّ بموسيقى تخطف البظرَ من عريْن الأسد بين أفخاذكنَّ وضعت القُرصَ في الآلة الرقيقة الجسم، المسطحة، المتقشِّفة الأحشاء·
انطلقت حنجرةُ المغني، بزعيقٍ لاتمهيد له· ارتعشت أوتار الطنبور هلعاً من حنجرة المغني، الشعبي، ملك أناشيد الغربة، واللوعة، والهجران، والغرام الطاحن كالمثقاب الكهربيِّ الرَّجراج في حَفْرِ الإسفلت· تقوَّض الصوتُ في الآلة مطحوناً بعضهُ على بعض· التحم الصوتُ· تجانسَ ثم انخلع كعصبٍ· صراخُ المغني، حارسُ الروح الكردية الشعبية، زلزلَ فراغَ الآلة الهَلعة· صوتُه الهياجُ بلغ بذبذباته اللاسِعة حديدَ الأساسات في العمارة· اتَّسع الطربُ وَهَجاً·
ردَّد بعضُ النساء تأوُّهاتٍ متزحلقةً على زيت قلوبهنَّ· مزِّقْ أكبادَنا، هتفْنَ بالمغني، الذي كاد يفتِّتُ الآلةَ بانتفاخ حوصلة غنائه· مزِّقِ اللوحَ، الذي يحمل اسمَ الشارع، صاحتْ تاسو·
إذا غيِّرتِِ اسم هذا الشارع، سيطالب الصوماليون بتغيير أسماء الشوارع كلها في رِنْكبي، ياتاسو· ستظهر جمهورية صومالية في رِنكبي، قالت ريحاني، وهي تشعل لفافة تبغ من أُخرى، بفمها نصف الممتلئ طعاماً·
سمعت أن الصوماليين يطالبون بمراحيض إسلامية في أماكن عملهم، قالت زليخا·
أماكن عملهم؟· أين يعملون؟، ساءلتها تاسو·


