أنت هنا

قراءة كتاب هياج الاوز

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
هياج الاوز

هياج الاوز

‘هياج الاوز’ رواية واقعية أولى لبركات بل انه يوهم بواقعيتها في الصفحة الأولى بإنكار أي تحريف أو اختلاق، وإذا حصل، فهو منه براء، ويعتذر عن كشف طرق اتصاله بالشخصيات وتسجيل أقوالها ويمدنا بأرقام هواتفها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
املأنَ صحونكن، يابنات الخريف، قالت تاسو تحثُّ ضيفاتها التسع على بدء العشاء· من منكنَّ ظنَّت أننا سنهترىء سريعاً هكذا؟ أعمارنا تتهدَّل كأردافنا
 
بل تنمَسح كأردافنا، أضافت زليخا، وهي تتحسس عجيزتَها الضامرةَ تحت ثوب يشبه العباءة· 
 
خريف سنتنا 2008، هذا، سيكون طويلاً· ذلك ما تقوله قارئة الطالع السنوي في مجلة كليْكْ الشتاء سيكون قصيراً
 
كأير زوجي المطلَّق القتيل، انبرتْ شيراز مقتحمةً جملةَ زليخا، التي التقطت فخذ دجاجة بأصابعها، ثم أعادتها إلى القَصعة، كأنما غيرت رأيها:
 
- منذ متى قُتلَ زوجك المُطلَّق، ياشيراز؟
 
ألم يُقتلْ بعد؟، تساءلت شيراز بخفةٍ ملتبسةٍ، ساخرة· ملأت ملعقتَها من البرغل المطبوخ بالحمص· تذوَّقتْه: هذا طعام ينفخ العظامَ ريحاً فسارعت نازْلي راكانْ، الطويلة، إلى التعليق:
 
- إذن، هو طعام ينفع زليخا· ستمتلئ عجيزتك مثل أفريقية· يالأردافهنّ في رِنكبيْ وهي تتحاكُّ وتتساحق في البناطيل إذ يمشين· 
 
مؤخرات كهذه تجعل من العسير إقناعَ أحد بوجود مجاعات في أفريقيا، قالت رِيحانيْ محمد سِيْكَرْ، امرأة الأربعين، المزدحمةُ أصابع اليدين بالخواتم الفضة على أنواعٍ، وأديانٍ في الصناعة·
 
وسِّعْنَ لي قليلاً، قالت سلام شيخ غرْدَق، ابنة الأربعة والأربعين، الكبيرة الكفل، وهي  تلتقط من الصِّحاف بعضاً من كل صنفٍ مطبوخ· تراجعت حين ملأت صحنها: عندنا محقِّقة فنلندية في شؤون الهجرة، تسألني أن أسأل من يحضر من المهاجرين للتحقُّق من روايته، إن كان تناول ثوماً، قالت وهي تلقي كلماتها متسارعةً على الأسماع المنصتة إلى الملاعق·
 
ها؟؟، ساءلتها نازلي، ابنة الحادية والأربعين، المقضومة الأظافر قضْماً حتى اللحم· أردفتْ: فنلندية؟ أتعنين شولاَّ تاكينِنْ، الضئيلة الحجم كـ، وتفكَّرت برهةً في إيجاد شَبَهٍ، فعاجَلَتْها سلامْ: كالذي بين فخذيك
 
لابأس· مابها هذه الضرطة العابسة دائماً؟، قالت نازلي·
 
كيف لي أن أسأل الشخصَ المهاجر، طالبَ اللجوء، إنْ أكل ثوماً؟ وقاحة· قلت لها مرةً: اسمعي: السويديون، الذين احتلو فنلندا، لايحتقرون الثوم، فلماذا تحتقرينه أنتِ؟· نحن الغرباء نحب الثوم· نحبُّ القُبَلَ بنكهة الثوم، قالت سلام بصوتها المرتفع، فسارعت راوتْ، ذات التجاعيد الكثيرة في شفتها العليا، إلى استطرادٍ ساخرٍ:
 
- لماذا لم تُضيفي: نحبُّ الأيور مُدلَّكةً بالثوم·

الصفحات