رواية " والهمس لا يتوقف أبداً "، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للكاتبة الأردنية الدكتورة ليلى نعيم، تحكي الجانب الإنساني الفلسفي حيث اعتمدت فيها على أساطير الإغريق. نقرأ من هذه الرواية:
أنت هنا
قراءة كتاب والهمس لا يتوقف ابدا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
والهمس لا يتوقف ابدا
الصفحة رقم: 10
كم من مرة حاولنا، نحن سكان الأرض، أن نقترب منهم، نتوسل اليهم، نقوم بكل طقوس الحب تجاههم في محاولات دائمة ودؤوبة لا تعرف اليأس، لنقرب جزءاً من دفئنا الصغير، ليذوّب بعضاً من برودتهم العملاقة، هم، سكان السماء···
متى قرأت هذا وأين··؟
ومتى اقتربت منها، هي السماء، لأول مرة··؟
دخلت أم مريم الغرفة دون قرع الباب· استطاعت الأيام القليلة التي تلت وصولي المكان ان تعيد ألفة ماضية، وهربت من بيننا حواجز السنين·
- بكرة الفطور فوق في ملكة··شو ما اشتقتي لبيت نصر؟ اليوم عند أول الفجر مرق إبن نصر ومرته·
نظرت إليها مندهشة
- نصر صار لو مرا وولاد وكنّة كمان؟
كان سؤالي هذا بمثابة تصريح مفتوح لحنجرة أم مريم في قذف صور مختلفة لما رتبته ذاكرتها لعالمها المحدد· كانت أم مريم تمتلك حسًا عاليًا من احترام عزلتي، وكانت عندما تدخل الغرفة وتراني مسكونة بمحتويات أوراقي، تستحيل الى طيف شديد الخفة كانه وهم· سؤالي الخارج من دهشة ربما مصطنعة، جعلاها ترمي ثوب الأطياف، وتجيز لنفسها حق الوجود· تابعت بانفعال كأنها تحاول أن تنسي رأسي مهمة عودته الى الأوراق· أحسست في تلك اللحظة أنانية الانعزالي، وتركت لها حرية توجيه اهتمامي وحضوري·
- لو تعرفي شو صار رايق هالنصر· عكس زمان لما كنا نقول انه نص معتوه من كثر كفوف إمه عا راسه· ما بتتذكري كيف قعّد خيّه الصغير في الدلو ودندلو في بير الدير؟
تركتها تتابع حكاياتها ودخلت غيمة شفافة لأمكنة أخرى لا تعرفها· عدت بعد فترة من شرودي لأجدها ما زالت هناك· لم تخرج أم مريم· دارت في الغرفة· لامست أصابعها أسطح موجوداتها القليلة ومن بينهم كتفي· انسحبت أصابعها بعد استراحة خفيفة على كتفي لتلحقا بجسدها الذي استدار ليسمح لنظرها ان يغادر بعيدًا خارج النافذة·