رواية "عرائس الصوف" للكاتبة ميس خالد العثمان، تلملم هذه الرواية الحائزة على جائزة الأديبة "ليلى العثمان للإبداع الشبابي في السرد لعام 2006"، أرجاء ذاكرتها المتبعثرة وتبحث عن أنوثتها المتأخرة في المرايا، لكنها لا تعثر إلا على ضمور هادئ وشباب خجل طال انتظاره.
أنت هنا
قراءة كتاب عرائس الصوف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
شباك مفتوح الصدر
كنا نلعب سويا، يلقبوننا بـ البيضة والسودة وكنت أحزنُ لأجلها !
دليلة، تربّت معي، بل إنها وُلدَتْ بعدي بشهرين، نتقارب طولاً وعمرًا، لكننا حين كبرنا، أثمر جسدها سريعا، فصارت مفاتن الأنوثة تعلن عن نفسها، بحيث جعلت الرجال يفوحون رغبة·
حتى إن سمرتها باتت مثيرة أكثر من بياضي الكالح، ربما!
فيما بقيت أنا أبحث عن أنوثتي المتأخرة في المرايا، فما عثرت إلا على ضمورٍ هادئٍ، وشباب خجلٍ طال انتظاره·· فقد سبقتني هي·
تعلقتُ بها كثيرًا··
كانت النافذة الوحيدة التي أطللت منها على الحياة، كانت أكثر جرأةً مني ربما لأن أمها من ربتنا سويا·
ماتت والدتي مع صرختي الأولى، وولدت دليلة يتيمة هي الأخرى بعدي بشهرين، تزوج أبي من عوجة الصانعة ليضمن بقاءها في البيت تخدمنا وتربينا بعد أن أحاطنا اليتم، لقد أعطتنا الحياة امتيازًا مؤلمًا··
دليلة بفقدها لوالدها وهي ببطن عوجة، وأنا مع شهقتي وبرجل ناقصة، لفظتني أمي مستعجلةً الرحيل·
كبرنا معا، وحملنا خوفنا من المجهول سويا، وكانت دليلة هي الأقوى والأكثر اندفاعا وذكاء وإثارة !
بعد كل ظهيرة في سنوات مراهقتنا، كنا نتقافز على سطح بيتنا الطيني العتيق بحرارة الطقس اللاهبة أو برودة الشتاء القارس، نسرق بنظرنا ملمحًا لأطياف أبناء عمومتنا في البيت الكبير··