أنت هنا

قراءة كتاب صخب ونساء وكاتب مغمور

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صخب ونساء وكاتب مغمور

صخب ونساء وكاتب مغمور

تدور رواية "صخب ونساء وكاتب مغمور" للروائي علي بدر حول عالم صاخب من النساء والفنانين والشعراء المزيفين الذين يتجمعون في استوديو صغير في بغداد، حيث تدور أحداث حياة الكاتب المغمور الذي يحلم بكتابة رواية يحصل من خلالها على المال والجوائز والنساء، ونتعرف من خلا

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
قال: ما هي·· ؟ مستغربًا·
 
أذهب بقارب صغير في شط العرب ثم أقطع الخليج كله نحو البحر العربي ثم المحيط الهندي ثم المحيط الأطلسي حتى أصل إلى أميركا··
 
قال: بقارب صغير··
 
قلت له: حتى لو بقفة قار كما كان يفعل السومريون·· أو لوحة خشبية صغيرة على الماء·· كما كان يفعل جدي وجدك السندباد
 
وهكذا وضعت العارضة بوجهه، لأفهمه بأن أمر التخلي عن هذه الفكرة مستحيل بالمرة·
 
كركرت صديقته بوجهي، كان جسدها الفتي البض يرتعش ويتفجر لهباً·· أما هو فقد بقي متجهماً، وعلى الفضاءات المحلية التي كانت تسحره تلك اللحظة انشغل بالحديث معي وبتحذيري من مخاطر السفر (غير الشرعي) كما كان يسميه هو، وأخذ يسرد لي قصصاً تراجيدية عن مهاجرين ماتوا بين الثلوج في جبال أوربا الشاهقة، أو غرقوا تحت أمواج البحار والمحيطات العاتية بعد أن تحطمت بهم مراكبهم، وحدثني عن مخاطر الطرقات التي يسلكها المهاجرون، عن كذب وخداع المهربين، وغدر العصابات والحشاشين، وقطاع الطرق، وما لا أدري أيضاً، وقال هل سألت نفسك·· لماذا تريد أن تخاطر؟
 
ما أسخف هذا السؤال، هل كان ابن هبار الذي رحل على سفينة خشبية من البصرة إلى الصين يسأل هذا السؤال، هل كان ابن وهب الذي وصل إلى بحر هركند يسأل هذا السؤال، أم السندباد الذي تحطمت سفينته أكثر من مرة وأرادت أن تشويه المردة على السيخ في جزيرة السرنديب، كان يسأل هذا السؤال؟
 
صرخت بوجهه: الخرسان أحسن مني؟·· بائعات الخضرة أحسن مني؟·· حتى المكارية·· باعوا حميرهم وذهبوا إلى أوربا وصاروا أوربيين··
 
وكعادة المهاجرين الذي يجدون في أنفسهم هذه النوستالجيا الوطنية وقد تيقظت على روائح الخشب القديم، والزخارف، والبسط، والأدوات القديمة، والكباب والطرشي المحلي والخبز الساخن الخارج توا من الفرن، حذرني من تغيير العادات، والأخلاق، والقيم، وكل هذه الترهات الذهبية التي يحتفظون بها احتفاظاً، فكدت أفقد عقلي أمام بلاهة أعذاره، وشرحت له الأمر كما فهمته وعرفته، قلت له لا تغيير في العادات ولا بطيخ، في ساحة هلسنكي نصب حجي عيدان قزان الهريسة ووزع على روح الحسين، والنرويجيات·· كل واحدة بيدها الطنجرة·· ووقفت بالدور في ثواب أبي عبد الله·

الصفحات