تدور رواية "صخب ونساء وكاتب مغمور" للروائي علي بدر حول عالم صاخب من النساء والفنانين والشعراء المزيفين الذين يتجمعون في استوديو صغير في بغداد، حيث تدور أحداث حياة الكاتب المغمور الذي يحلم بكتابة رواية يحصل من خلالها على المال والجوائز والنساء، ونتعرف من خلا
أنت هنا
قراءة كتاب صخب ونساء وكاتب مغمور
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
مشهد
كان الوقت نهاراً، شهر آذار، أمام كنيسة القديس روفائيل·
سيارة صفراء قديمة مع سائق قصير يرتدي بنطلوناً من الجينز وقميصاً مربعات، يمسك بيده جريدة، المرور في شارع الكرادة كالمعتاد دائب الحركة: باصات، سيارات، دراجات· يخرج عروسان من باب الكنيسة، يرعاهم قس في الخمسين متوسط الطول، ورجل يلبس زياً أسود، وقميصاً ذا رقبة عالية·
***
أخذت حقائبي من بيت أهلي وتوجهت إلى الكرادة، إلى الأستوديو الذي أورثنياه جدي، كنت أسير مثل شاحنة مطلقا هورناتي المجلجلة بالشتائم والصراخ، بالعبقرية والهذيان الجميل·· صعدت الباص العمومي الأحمر، الذي كان ينغر في الأرض بصوته الموحش، وهبطت أنا وحقائبي في مكان بعيد نسبياً عن الأستوديو، حملت حقيبة على ظهري، وحملت حقيبة بهذه اليد، وحملت حقيبة الكتب باليد الأخرى، وقبل أن أصل الباب للهبوط وسط ازدحام النساء والرجال في الصباح الباكر، كنت ضربت هذا برأسه ولطخت بالحقيبة الأخرى رأس تلك، وسمعت شتائم وتأففات حتى وصلت الرصيف·
توقفت قليلاً، أخذت نفساً عميقاً ثم سرت على نحو سريع ومتعجل كي أصل وأتخلص من حمولة الحقائب التي أثقلتني، كان يمكن أن أدخل طريقاً مغلقاً ولا أصل إلى السوق:
-هذا الشارع يؤدي لسوق ارخيته؟ سألت شحاذاً ضريراً ··· فعفط لي: طططططططططططط·
كانت المنازل تفوح برائحة الأحجار المرصوفة، أما الطقس فقد كان ساخناً في نهاية آذار، وقد امتلأ الشارع بحشود الناس والسيارات وعصافير الدوري التي تتسكع قرب أشجار اليوكالبتوس العملاقة بمرح، وقد فاحت البرودة من الأزقة المغسولة، وعلى المصطبة الخشبية جلست سيدة مسنة تضع حقيبتها على ركبتيها، وإلى جانبها وقف شاب كان وجهه يشبه وجه كلب عجوز، وفي الطريق إلى البريد وقف سائق شاحنة عند البناية بشعر خشن قصير وبوجه لم يحلق منذ أيام، يتحدث إلى بائع السجائر الذي تناول كلينكساً من جيب بنطلونه الأسود، فسألته:
-هذا الشارع يؤدي للسوق··
أخذ يمخط: خططططططط