أنت هنا

قراءة كتاب الساحلية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الساحلية

الساحلية

رواية "الساحلية"؛ نقرأ منها: وحيدين نقطع الطرق الملتوية بين الأزقة الضيقة الى حيث لا تخبرني  نوارة.. كنت أوزع النقود على الفقراء في البيوت الآيلة للسقوط التي نقصدها، أربطها في صرة قماش مشجرة، أطرق الأبواب، وأتركها معلقة على مقابضها ونختفي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
الآن علمت أنك امرأة الليل وملكته المتوجة وأن انتظاري أتعبك· أعلم أنك تعدين لي مفاجأة كبرى احتفاءً بلقائنا المنتظر· أنا مستعد يا امرأتي لكل احتمالات السعادة، وميادين الفرح قد شيدت في قلبي منـذ رحلت في انتظار هذه اللحظة النورانية، لذلك لم أصدق هذا الرحيل المزعوم·
 
كانت الخطوات المضيئة قد اختفت منذ لحظات قليلة ولكنني كنت خارج دائرة الوعي، في حالة ثرثرة جميلة مع نفسي، مستعيداً قدرتي المسلوبة على الفرح· كنت في حاجة ماسة لقليل من الشجاعة حتى تعينني على تحمل الموقف الجديد/الغامض فوجدتها في نفس عميق مع إغماض العينين·
 
الحمد لله لست أحلم··
 
هذا هو بيت مربيتي·· امرأتي الجميلة·· إمبرطورتي الليلية· كنت قد حضرت إلى هذا المكان مراراً خلال الثلاثين سنة الماضية على أمل عودتها، وفي كل مرة يخيب ظني· أطرق الباب بجنون وحرارة سائلاً عن رجوعها رجوعها الميئوس منه، وفي كل مرة يعيدني الجيران إلى بيتنا منهك القوى ومحطم القلب، كسير الخاطر·
 
هذه محاولة جديدة··
 
طرقات لا تنتهي··
 
ولن يمنعني شيء من الطرق العنيف حتى في مثل هذا الوقت المتأخر· هذه المرة الأمر يختلف، لم أحضر وحدي، معي خطواتك الجهنمية· يقيناً سأجدك في مملكتك وأنت تتزينين، وتتعطرين، وتتقلدين عقود الورد والياسمين لتعودي نضرة وشابة من أجلي· أووه·· شبابك لا يهمني، أريد فقط أن أرى وجهك الوضاء وأحتضن جسدك· أريد أن أبكي بعمر سنين الجدب الماضية على صدرك الحاني وأقص عليك هموم قلبي ومتاعبي، تلك التي أصبحت حملاً ثقيلاً لا أستطيع تحملها وحدي·
 
كان قلبي المشتاق يطرق الباب بدقاته العنيفة· مزيداً من الطرقات، وعندما حاولت كلتا يديّ أن تجرب حظها، كان صرير الباب القديم يتسلل إلى أذني نغماً طروباً· انفتح الباب قليلاً وكان ثمة ضوء قوي ينبعث من الداخل· لم أستطع النظر من خلاله· جمدتني المفاجأة ولم أتحرك· عندها سمعت صوت نوارة العذب كما لو أنه تهويدة:
 
- ادخل يا صغيري المدلل مملكتك المضيئة ولا تخش أحداً·
 
ترددت قليلاً حتى أستوعب ما يجري أمامي في سكون هذا الليل البليد· وجدت الخطوات المضيئة تستقر تحت قدمي المتجمدتين لتدخلني إلى البيت في هدوء··

الصفحات