رواية "أن تخاف"، تتناول فيها الكاتبة هدية حسين، هموم وواقع الإنسان العراقي في الداخل، وفي الشتات، والتي سبق للكاتبة معالجتها من خلال ست روايات، وأكثر من مجموعة قصصية، بالإضافة إلى قراءات نقدية في القصة والرواية.
أنت هنا
قراءة كتاب أن تخاف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
- هل لها أعداء؟
- هل تعتقد أن امرأة بمثل هذه المزايا يكون لها أعداء؟
- ليس هناك من لا أعداء له، حتى الناس الطيبون لهم أعداء، وإلا كيف ولأي سبب يوجد الأشرار في هذه الدنيا؟
لم تجد فيروز رغبة في مناقشته عن هذا الأمر لكنها سألته:
ألم تجروا مسحاً للبصمات؟
- بلا ولكن يبدو أن العاصفة محت كل شيء·
ثم سألها:
- امرأة هذه مواصفاتها، لماذا لم تتزوج؟
- لها وجهة نظرها الخاصة بالزواج·
- بمعنى؟
- لا تشعر بأن الزواج يكمّلها·
- منطق غريب·
في هذه اللحظة دخل أحد الشرطة وأعطاه ورقة مكتوبة بخط اليد، قرأها بملامح منزعجة ونظر إلى ساعته، كان يود أن يستبقيها لمزيد من المعلومات لولا أن الرفيق جمعة عليان طلب منه الحضور إلى الفرقة الحزبية بأسرع ما يمكن، فقال:
- أشكر لك حضورك، سنكون على اتصال، كما نعلم أنت صديقتها الحميمة، ثم إنك كاتبة، يعني مثقفة وواعية وهذا يجعلني أعتمد عليك كثيرا، فلا تنسي أية معلومة تتعلق بأنغام لكي نصل إلى الجاني·
في الطريق إلى الفرقة الحزبية كان زهير مراد يحدث نفسه عن الأمر الذي قد يكون حدث في البلد، والذي جعل الرفيق جمعة عليان يستدعيه على وجه السرعة، فالتوقيت الذي جاءت به الرسالة لا يحدث إلا لأمر جلل وبنبرة خاصة يفهمها إذا جاءت من الرفيق جمعة عليان، الذي يرأس اللجنة الأمنية في المنطقة·
لكنه ما إن وصل حتى اكتشف أن الأمر لم يكن كما في كل مرة، وأن الرفيق جمعة عليان طلبه لأمر لا يمت بصلة لعمله الحزبي، وإنما بحيثيات ما جرى في مجمع الصالحية، وبدا كمن يريد أن يعرف ماذا سيفعل زهير مراد بمثل هذه القضية، ثم راح يسأل عن القتيلة وكيفية مقتلها، ونصحه بأن ينتهي من التحقيق بسرعة كيما يتفرغ لأعمال تخص أمن البلد سيطرحها عليه فيما بعد·
هذا كل شيء؟ تساءل زهير مراد في داخله وشعر بالامتعاض، لكنه بالتأكيد لن يتذمر أمام الرفيق جمعة عليان الذي لا يعلو على صوته صوت·