رواية "أن تخاف"، تتناول فيها الكاتبة هدية حسين، هموم وواقع الإنسان العراقي في الداخل، وفي الشتات، والتي سبق للكاتبة معالجتها من خلال ست روايات، وأكثر من مجموعة قصصية، بالإضافة إلى قراءات نقدية في القصة والرواية.
أنت هنا
قراءة كتاب أن تخاف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
في هذه اللحظة سمع طرقاً على باب غرفته فردّ بكلمة : ادخل، ودخل الشرطي حاملاً مغلفاً ، سلمه للمحقق وخرج، وهيمن صمت لدقيقتين، ريثما يقرأ ما جاء في التقرير الوارد من مديرية الاتصالات، كان يقلص ما بين عينيه ويقطب ويمط شفتيه بينما فيروز تتابع ملامحه، وحين انتهى من القراءة مرّره لمساعده وتوالت أسئلته :
- هل لأنغام أقارب في الخارج؟
أغمضت فيروز عينيها لتستدعي ذاكرتها، ثم أجابت بالنفي·
- هل سافرت خارج البلد في رحلة ما ؟
- أبداً·
- هل يزورها أحد من أقربائها؟
- ليس لها أقارب غير جدتها التي تولت تربيتها وماتت قبل حوالي أربعة أعوام·
- هذا يعني أنها مقطوعة من شجرة ؟
- بل على وجه الدقة لا شجرة لها·
لم يستسغ زهير مراد هذه الإجابة فسألها :
- ليس ثمة من لا جذور له، حتى الأشجار حين تقتلع يبقى منها شيء في أعماق الأرض؟
- من كان لها مات، وأقاربها البعيدون لا تعرف أنغام عنهم شيئاً ولا يعرفونها·
همّ بسؤال آخر لكن رنين الهاتف أوقفه عن الكلام، رفع سماعة الهاتف :
- نعم رفيق جمعة، بالتأكيد سأكون هناك بعد انتهاء الدوام، وسنرى ماذا سنفعل، أمرك، أمرك رفيق·
شعر بالضيق وهو يضع سماعة الهاتف، وزفر نفساً عميقاً كما لو أنه يريد أن يتخلص مما سمعه في الهاتف، وهذه المرة هي التي نظرت إلى ساعتها واستأذنته بالخروج قائلة :
- تركت ابنتي عند الجيران ولا أريد أن أتأخر عليها، إنها تعاني من مشكلة خاصة·
سألها: ما نوع المشكلة الخاصة؟ أجابت بصوت فيه الكثير من الأسى: لا تسمع ولا تتكلم·· بدا عليه التأثر، أو اصطناع التأثر، وأبدى استعداده لأية مساعدة بهذا الشأن،
ثم قال لها وشيء مثل الدبيب يسري في جسده·