يتناول الباحث العراقي حسن كريم عاتي في كتابه هذا دراسة نقدية لرواية "سابع أيام الخلق" للكاتب عبد الخالق الركابي؛ وتعتبر هذه الدراسة قيمة جدًا على المستويين الكمي والنوعي، لهذا المنجز الروائي، لما يمتاز به من خصائص فنية على مستوى البناء والسرد، وكذلك لإستثم
أنت هنا
قراءة كتاب أثر الزمن في خلق البنية الدلالية في رواية سابع أيام الخلق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
أثر الزمن في خلق البنية الدلالية في رواية سابع أيام الخلق
الصفحة رقم: 2
إن تفحص أثر الزمن في خلق البنية الدلالية في الرواية، لكي لا يكتفي بما يوفره التنظير من إمكانية خلق رؤيا قد تقترب من رؤيا الخطاب الفلسفي في موضوعة الزمن، التي يشوبها التناقض والاضطراب فيه، جنح إلى اختيار أنموذج روائي يحقق لنا إمكانية تتبع ذلك الأثر، فكان اختيارنا رواية (سابع أيام الخلق) للروائي (عبد الخالق الركابي) لجملة أسباب من بينها: تنوع مستويات السرد فيها، بين سرد سابق على تشكل المتن الحكائي، وسرد لاحق عليه، وسرد متزامن معه، كان لها الأثر الواضح في خلق قيم دلالية عبر تشكل البنى التي توختها، معبرة بذلك عن رؤيا المؤلف للوصول إلى غايات تم تحديدها في محلها من الدراسة· كذلك استثمارها جملة معارف تراثية موغلة في القدم، كانت تؤدي في الأصل الذي وجدت فيه وظائف معرفية مختلفة عن الوظائف التي أدتها في النمط الإبداعي الذي استثمرت فيه، من بينها أساليب الإسناد التراثية، ونظرية وحدة الوجود الصوفية، كان استثمارها قد أدى بها إلى خلق وظائف دلالية جديدة عبر البنى التي شكلها السرد بأزمانه المتعددة في الرواية·
كذلك استثمار ما عرف في تاريخ التوثيق المعرفي العربي (بعلم الرجال) الذي تطلبته فترة توثيق السنة النبوية الشريفة في أواخر القرن الأول الهجري، والذي عد التوثق من صدق الرواة يتطلب إخضاعهم إلى ضوابط سلوكية دقيقة في ضوئها يمكن الاعتداد بروايتهم أو إهمالها·
إن تفحص ومعاينة أثر الزمن في خلق بنيته الدلالية في رواية (سابع أيام الخلق) يتطلب، كشرط أولي للتعامل معها، كشف البناء الفني لها وتحديد مقوماتها الفنية ووحدات البناء التي اعتمدها· حيث يتوجب على الباحث··أن يكتشف المقومات الأساسية التي تعطي العمل الفني وحدته، أي بنيته الدلالية· وتقوم هذه الوحدة على دراسة مختلف العناصر التي تؤلف هذا العمل(1) ذلك ما تطلب أن يكرس الفصل الأول من الدراسة له لغرض الكشف عن ذلك البناء ومعرفة الأواصر التي تربطه بموضوعة البحث·
في حين كان الفصل الثاني مكرساً لدراسة الشخصيات الأساسية في العمل الروائي وتحليلها، وهي شخصيات الرواة باستثناء (السيد نور) حيث تمت دراسة هذه الشخصية (بؤرة السيرة والمخطوط والرواية) ضمن مبحث المصادر العرفانية في الفصل الرابع، والذي نرى أنه المكان المناسب لدراستها· في حين تمت دراسة فصل (كتاب الأحدية) من الرواية في الفصل الثاني من الدراسة، بينما كان الفصل الثالث يبحث في السيرة المطلقية، من خلال متنها الحكائي وليس من خلال التكوين النفسي والفكري أو الضوابط السلوكية لرواتها،كما في الفصل الثاني الذي حاولنا فيه التمييز بين السيرة المطلقية وبين المخطوط/ الراووق· فكان المخطوط موضوع الفصل الرابع والأخير من الدراسة·
اعتمدت تلك الفصول، من بين ما اعتمدته للوصول إلى غايتها، مخططات توضيحية نعتقد أنها ساعدت في اختصار حجم الدراسة وأغنت عن التكرار، فكان كل فصل منها يحتوي على مباحث عدة شكلت ما نعتقده يمثل قراءة متأنية· غير أن تلك القراءة لا تدعي الإحاطة بجميع جوانب الرواية، فإن كانت هناك إجادة فهي سمة الرواية ومبدعها التي حرضتنا على الكتابة فيها، وإن كان غيرها، فهي قدراتي وحدي وشفيعي في ذلك حماسة المحاولة·