أنت هنا

قراءة كتاب السلالم الرملية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السلالم الرملية

السلالم الرملية

"السلالم الرملية" رواية للشاعر والروائي سليم بركات، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2007؛ قسمها بركات الى عشرين فصلاً، عشرة منها معنونة بالعربية والعشرة الأخرى معنونة بالأجنبية، وكانه في مسعاه هذا يريد أن يزيد من الطلسمة والإلغاز، وإرباك القارئ

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
ألا تحنُّ إلى خصيتيك؟، ساءله جَانْكُوْه الأمهق·
 
أحنُّ؟ ماذا تعني بذلك؟ كنتُ صغيراً· لم أعد أتذكَّر أنني ملكتهما قطُّ· أتذكر الألم ولا أتذكرهما، رد تالماجور·
 
وماذا عنك ياباكالْبا؟ خُصيْتَ بدورك، ساءله جانكوه، الأكثر غرابة في لونه بأرض كارُوكْشيْنْ، فردَّ الخصيُّ الآخر، ذو الوجه المستدير الأجْرَد: لم أرِدْهما، على أية حال· ما الفائدةُ من خصيتين تتمايلان، وتتقارعان، في بنطالي، كلما ركضتُ؟ رأيتُ في بَلاط تيغوتكين شاه ما لا يقدر حامل خصيتين أن يراه· أكلتُ مالم يأكله حاملُ خصيتين· تأملتُ، مجرَّداً من براعة الصَّفن في تدبير المآزق للكاملين مثلكم، عقولاً تدخل وتخرج من بلاط تيغوتكين شاه منكشفةً على خيالي كوجوهكم· كلَّمتني النساء، عن أحوالهنَّ، بما لا يكلِّمن به رَجلاً· من غير خصيتين يستطيع المرءُ تدريب الحِيَل على نقاءٍ مدهش، وأن يتأوَّلَ الخُطَطَ بما يحتمل ظاهرها وباطنها· الخصيةُ حجابٌ لا يراه إلاَّ مثلي، ومثل تالماجور
 
كيف تعرف أنها حجاب، ولم تبلغْ بخصيتيك سريرَ امرأة؟، ساءله جانكوه·
 
مُذْ عرفتُ الرجالَ، الذين لم يفقدوا خُصاهم، رد باكالبا·
 
قرع جانكوه الأمهق براحته على صدر معطفه الجلد متأسِّفاً: ماذا فعلتْ بك أمك، ياباكالبا؟ خصيةٌ واحدةٌ، تعرقُ متعةً في سرير امرأة، عندها من علوم أمثالك رِقاعٌ تُقرأ تسعة عشر جيلاً، قال ذو اللون المتدلِّي عِنَباً غريباً في دالية لون الإنسان·
 
أبدى بَاْلبُوْرْ القصير، المعروق جداً، الضيق العينين جداً، استياءً وهو يشدُّ خِطامَ جمله ليوقفه: دعونا من الخُصى، ياعقلاءَ الصُّدوع· في أعمارنا تذبلُ الخُصى كبعرة الماعز بين أرْجُل الخنفساء· كم هي أعمارُنا؟ ساءلهم بعينيه المختبئتين في ثََلْميْنِ معتميْن·
 
أتريد معرفتها بدورات الشموس، أم الأقمار؟ أمْ بعددِ الرياح المكتملة العزيف؟، ردَّ تاهشين·
 
بأيِّ شيء، إلاَّ بالتدرُّج الواضح لخُصاكم بين العافية الهاربة، والذبول المُسيطر· أَروني شيئاً آخر غير خُصاكم، قال بالبور، فساءله بيْغُوْن:
 
ــ ماذا تَأْمَلُ أن نريك؟
 
البئر الأولى في سهوب كاروكشين، قال بالبور·
 
إنني أراها بعينيْ جَمَلي· كم غروباً قََطَعْنا من السهوب؟ خمسة؛ ستةً؟، تساءل تالماجور الأعرج·
 
بل أربعة، ردَّ بالبور مُحتدِماً وقد توقَّف· أرى خَلَلاً في سَيرنا إن كنتَ لا تعرف، أيها الدليل تالماجور، كم غروباً قَطَعْنا في سهوب كاروكشين
 
لقد كبُر تالماجور، يابالبور، فاعذُرْه، قال تاهشين ذو القبعة اللَّبود·
 
أنتَ دليلُنا، أيضاً، ياتاهشين· ألا ترى خللاً في سَيرنا؟، ساءله بالبور الغارق في معطفه الواسع، فردَّ تاهشين بلسان المُراوغ العابث:
 
ــ لم أعبر السهوب صوبَ جبالَ كاكونتْ منذ سبع رياحٍ مكتملة العزيف· كلَّما كَبُرَ الأدلاءُ، وشاخوا، يابالبور العزيز، غَدتِ المسافةُ أكثر فتوَّةً: تتمطَّى؛ تُضاعِف نَفْسَها؛ يلدُ من الشِّبر الواحد خمسةُ أشبار·
 
أتعني أننا على حافَّة تيهٍ، الآن؟ ساءله بالبور·
 
ليس بَعدُ· ليس بعد· لم تَشخْ رئتَايَ· أشمُّ رائحةَ دلوٍ من جلدٍ، يابالبور، ردَّ )تاهشين·
 
هزَّتِ الجِمالُ الستَّةُ رؤوسَها من وراء أكتاف السِّتة الأنفار· اجترَّت، في ثقةٍ بالقِدَم المُعشِب، وَرَقاً أزرق الْتَقَمَتْهُ من يد المغيب الجديد في سهوب كارُوْكْشِيْن·

الصفحات