أنت هنا

قراءة كتاب العريضة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العريضة

العريضة

رواية " العريضة " للكاتبة القطرية نورة آل سعد؛ و نقرأ من اجواء الرواية : هل بإمكان حادث طارىء وعابر أن يجردها من حياتها ؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
ردت ميثة: تعالي بس نجرب! لن تمشي عمرك في مظاهرة غيرها·
 
وزارتا مرة مزرعة خارج لندن، ركضتا كطفلتين عبر تلال صفر كأنها أمواج من ذهب، لم تر عائشة مثلها قط إلا على شاشة السينما· جرتها ميثة للدخول إلى مكان صاخب فإذا هو ديسكو يعج بالراقصين، تطلعت الاثنتان حواليهما بذهول لبرهة ثم خرجتا بعد دقائق وهما تضحكان· زارتا كاتدرائية ضخمة في وسط لندن! تمشتا تحت المطر· لاحقتا نجما سينمائيا ثم تبين بأنه لم يكن سوى شبيهه! لهوتا في ألعاب الملاهي، وكانت ميثة تصرخ وتخبط رجليها في الهواء، أما عائشة فتكتم خوفها وتنظر بحسد إلى ميثة، ليتها تملك أن تكون على قدر من جنونها وعنادها·· واندفاعها·
 
والتقت المرأتان ذات يوم بروائي سعودي معروف جالس في مقهى يشرب قهوته ويدخن سيجارة· أصرت ميثة على أن تحييه ولم يسع عائشة أن تمنعها، لأنها بادرت الروائي سميح عبد الرضا بالتحية· كان رجلا نصفا على قدر كبير من الجاذبية، يعتني بأدق تفاصيل مظهره، وكان جالسا لوحده ولكنه بدا مستعداً ومنتظراً ان تحوطه نظرات الإعجاب · وقف ودعاهما إلى الجلوس بكل تهذيب وتلقائية، اعتذرت ميثة لحسن الحظ، وكانت عائشة واقفة خلفها تقريبا ممتقعة ومبهورة بعض الشيء؛ لأن الروائي السعودي لا يني ينحني لكي يخالسها النظر وهو يحدث رفيقتها· قالت له ميثة: يابختك تقول اللي في نفسك! رد عليها سميح: يا ليت ذلك كان صحيحاً! لا أستطيع أن أقول إلا بحساب ومن ورائي رقيب عتيد! بودي ألا أكتب! ولكن الكتابة لعنة ونحن يا سيدتي ملعونون·
 
سأل سميح عائشة:
 
- يبدو أن عندك رواية تكتبينها ؟
 
قالت عائشة بحرج كبير وقد بوغتت:
 
- لا، لست كاتبة· ثم استأذنت، وتركته يتحدث مع ميثة بمفردهما·
 
بعد عودتها إلى البيت استعادت عائشة حديثه عن رواياته وكيف استقاها من ذكرياته الأولى في مدينته (الطائف)، وفكرت في سؤاله لها بيد أنها لم تشك للحظة بأن سميح عبد الرضا كان يسأل كل امرأة تقريبا، ذلك السؤال الاستدراجي عندك رواية تكتبينها؟ كأنه يريد القول عندك قصة تريدين أن تحكيها لي؟ ربما ظنت عائشة لوهلة قصيرة أنه استطاع أن يحدس بما في داخلها! لأنها كانت في واقع الأمر تنتظر أن يستوقفها أحد ما، وأن ينظر إلى داخلها! لابد أن لديها رواية تروى، وليتها كانت قادرة على روايتها يوما ما! برغم جموح تلك الفكرة بالنسبة لمرأة منطوية ومتأملة، وهلعة من البوح، فإنها فكرة حامت حول رأسها كغيمة رافقتها بضعة أسابيع ثم انقشعت تماما حالما جاءها اتصال مفاجىء هزّ أعماقها· رن الهاتف وكان على الطرف الآخر ضابط من اسكوتلنديارد أبلغها باستدعاء عاجل، وحدد موعداً الغد دون أن يبدي أسباباً· أعطاها اسمه الذي نسيته حال إغلاقها الخط· لأول وهلة أحست أنها ستقضي اختناقا! لم تجد من تثق به لكي تخبره بالأمر! لا أحد! لا تستطيع اللجوء إلى زوجها برغم يقينها أنها لم ترتكب خطأ ولم تنتهك أي قانون! ظلت تفكر طوال الوقت بعواقب الأمر؛ لو علم إخوتها أو أهلها بأنها مطلوبة في اسكوتلنديارد ولأي سبب ؟ لا تعرف!

الصفحات