لعبة البوح هي الرواية الفائزة بحازة الغونكور، وقد نالت الكاتبة أكثر من جائزة رفيعة في فرنسا.
أنت هنا
قراءة كتاب لعبة البوح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

لعبة البوح
الصفحة رقم: 3
قالت أورور في نفسها: مثل الكُتّاب، مثلي أنا· فهي عندما نشرت روايتها الأولى، أبت عمتها ميمي أن تدعها تحتفظ باسم عائلتها· فناشدت أورور هذا وذاك من الناس، وحتى الغرباء تمامًا، ليجدوا لها اسمًا، فعرض عليها أحد الكتاب المرموقين اسم منزله في الريف، فرفضت العرض لأنه كان يعني قبولها لوصايته التامة عليها·
لذا قامت بتغيير كل شيء، إسمها الشخصي، واسم أسرتها، وأصولها، واختارت من صفحة الوفيات لأحد الأيام، اسمًا لامرأة معدمة، دفنت في المقبرة العامة، هو أورور آمير· لم يكن من الهين عليها التعود على هذا الاسم، وبالأخص الاسم الأول، وكانت تتردد قبل أن تجيب عندما ينادونها به، ولم تكن رؤيته مكتوبًاُ تعني لها شيئًا· كان يبدو لها زائفًا مثل تلك الأسماء التي يمنحها الروائيون إلى شخصياتهم بلا تمييز· لقد ظلمت نفسها، ورمت بها خارج الوجود، بسبب اسم ولقب لم تملكهما يومًا·
بقيت صاحباتها مصرات على فكرة إنها لولا دول- كانت لولا أولى الممثلات اللواتي لم يغيرن أسماءهن الحقيقية-وما لولا سوى اسم مستعار تحمله لتخفي به حياة أورور الخاصة التي لم تكن قد أصبحت بعد أورور، بل جوجو، اسم التصغير الذي كن ينادينها به· ولأن تنشئتهنّ كانت مفتقرة للرومانسية إلى حد كبير، فقد أصبحت هذه القصة تستهوي جميع بنات البنسيون، وتتغذى على الكثير مما يرد إليها من أخبار المجلات من خارج البنسيون·
ومن المؤكد أن صاحباتها القديمات اللواتي تقدمن في السن الآن، يفضلن أن يحكين لأولادهن بأنهن كن في صف واحد مع لولا دول، الممثلة الفضائحية الرائعة على القول بأنهن كن مع أورور آمير، الكاتبة التي لا يقرأنها إلا بشيء من الريبة·
كانت أورور تؤدي اللعبة بأمانة مما كان يشحنها بإثارة حقيقية· وكاد أن ينكشف أمرها يوم تجرأت وقدمت عرضًا تمثيليا في امتحان البكالوريا الشفهي، أمام جمهور البنسيون وبشهادته· فحينما مثلت أمام الممْتحِن، وكان شابًا ذا شعر طويل مسترسل، من المواظبين على قراءة كاييه دو سينماسألها إن لم تكن لولا دول حقًا، فنظرت في عينيه مباشرة، وابتسمت له تلك الابتسامة التي تقلدها جميع النساء اليوم، محددة بلون وردي لؤلؤي· وبعد قليل من التروي، لاحظ الشاب بأنها تبدو أصغر سنًا من الصور، ولكن الكل يعلم كيف يزيد الماكياج من سن المرأة، ومن ثم تساءل كيف يمكن أن يخلو لسان نرويجية مثلها من أي لكنة· وكان يفضل لو أنها كانت أكثر شقرةً، ولكن الشعر هو كالماكياج·
ثم خرج من المكان عاشقًا، متهيجًاُ، لأن المرء، كما تعلم، عندما يكون في حضرة لولا دول وهي ترتدي تنورة بليسه، لابد وأن يلحظ ما يضيف عليها ذلك من طراوة فتيات البانسيون···!