أنت هنا

قراءة كتاب لعبة البوح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لعبة البوح

لعبة البوح

لعبة البوح هي الرواية الفائزة بحازة الغونكور، وقد نالت الكاتبة أكثر من جائزة رفيعة في فرنسا.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
عندما سألتها العمة ميمي ماذا تريد أن تصبح في المستقبل، لم تجرؤ على أن تبوح لها برغبتها في أن تصبح ممثلة سينما· لقد مهدت لها لولا دول، التي تكبرها بخمس أو ست سنوات، الطريق تقريبًا، وجسدت لها قدوة دائمية· فشهرة هذه الممثلة كانت تزداد انتشارًا، والجميع يشير إليها، بما فيهم العمة ميمي، التي كانت تحمد ربّها على أن الشبه بينهما- كانت هي الأخرى قد لاحظته- اقتصر على الشكل، وبأن ابنة أخيها لن تصمها بعار تلك الممثلة الفضائحية المشهورة·
 
عاشرت لولا مغني منوعات مشهورًا على شاشات التلفزيون الأسود والأبيض· كان يرقص المامبو، مترنحا، ببوقه المسدود، وسترته التي تشبه سترة الخدم، تاركًا المجنونة تقود سيارتها باستهتار حقيقي وتتورط بعمل الحوادث على كورنيش الأستيريل، لأنها كانت تسوق وقنينة الويسكي بيدها!
 
بقيت أورور تسير بحذر في ظل شخصية لولا، دون أن تحاول إبراز التشابه بينهما، وتكتفي بالإشارة إليه ولا تعرضه· كانت تعلم بأنها ليست لولا، وما هو إلا اسم مستعار ألفته بقوة إلى الحد الذي كان يمنعها من التعود على إسم أورور آمير، ولولا الشهرة الذائعة لتلك الممثلة لكانت وقعت كتاباتها باسم لولا دول: لولا دول، لولا دول، وكأنها عاشت فيها ومعها أكثر مما فعلت مع نفسها، كما لو أنها اخترعتها، أو أن لولا دول هي أول شخصية من شخصياتها·
 
كانت تنورة مارلين البيضاء تمتد على عرض باب الغرفة· لم تر أورور يومًا في مارلين امرأة فاتنة، وحتى عندما كانت في أوج شهرتها، تتذكر بأنها كانت تنظر إليها كامرأة مفرطة النضج، وبالية، وأقل جمالاً من جين سيبيرغ، وآنا كارينا، وجميع الممثلات الشابات من جيلها· كانت ترى أن قامتها القصيرة، وبطنها المدورة، وركبتيها المكتنزتين، وثدييها الكبيرين جعلوها تبدو أقل جاذبية بألف مرة من لولا دول يوم ظهورها في بلوزتها الزرقاء التي كشفت عن نهديها العاريين على مرأى من فرنسا جميعها·
 
مع ذلك كانت كريستال تفضل مارلين، التي لو كانت على قيد الحياة، لكانت في سن جدتها، على لولا التي كانت الفتيات الشابات يقلدن طريقة لبسها وتسريحة شعرها·
 
كانت كريستال على معرفة بلولا دول· فهذه السكيرة العجوز كانت تقدم عرضها الشهير كل عام في مؤتمر ميدلوي النسوي، بينما جمد الموت مارلين في شباب أزلي سريع الانكسار·

الصفحات