لعبة البوح هي الرواية الفائزة بحازة الغونكور، وقد نالت الكاتبة أكثر من جائزة رفيعة في فرنسا.
أنت هنا
قراءة كتاب لعبة البوح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

لعبة البوح
الصفحة رقم: 6
وفي هذا المكان سوف تصرخ، وتصرخ كثيرًا· لم تكن ميدلوي تستهويها، وعند وصولها في المرة الأولى، إلى هذه القرية الصغيرة الضائعة وسط حقول القمح، بأبنيتها المتباعدة، وفضائها الموحش، ظنت بان منصات الملعب هي جبل، أو هي الجلجلة!
إن ميدلوي الواقعة بين لوس أنجلوس ونيويورك تمثل أرض حرام للثقافة، وهي التي تحدت وساهمت في انتشار الثقافة المضادة، ثقافة السخرية، والفكر القروي·
وفي هذه القرية، صور مخرج من أصحاب الابتكارات أحد أفلامه، لأنها، وحسب وصفه أقل الأماكن رومانسية في العالم ! ومن ثم أصبح من الشائع أن ترى في المسلسلات معتوهًا يأتي من ميدلوي، فيستقبله المشاهدون بقهقهاتهم، وحتى القاطنون في الأماكن المقفرة من أوهايو أو من وسكنسون يضحكون حتى تهتز كروشهم ما إن يسمعوا باسم ميدلوي كنساس·
وحينما كانت لولا لا تزال تمتلك صفاء ذهنها، كانت تريد جعل الآخرين يظنون بان ترددها على ميدلوي يعود إلى كونها المكان الأقل رومانطيقية في العالم وكانت تعلم جيدا بظنونهم حول قيامها بأدوار في مسلسلات من الدرجة الثانية·
قالت تتوسلها عبر الهاتف: لا تضعيني في الفندق، ليس في فندق هيلتون، لأرى على مد البصر المشهد العدمي للسهل الكبير، فطمأنتها غلوريا بأنها ستترك لها غرفتها الخاصة· عندما فتحت لولا حقيبتها بدأت بالصراخ لأنها كانت لوحدها، ولأنها أرادت أن تبرهن لنفسها بأنها كانت لوحدها كليًا، وبأن لا أحد في الكون يكترث لهذا، مما جعل المؤمنين الذين كانوا ذاهبين إلى المصلى المعمداني يتساءلون قلقين إن كان هناك من يقوم بتعذيب امرأة في منزل النسوية·
كانت غلوريا قد طلبت منها أن تكف عن عادة الصراخ عندما تكون في منزلها لأن من شأن ذلك إخافة كريستال· كانت لولا قد أمضت وقتًا طويلاً قبل أن تربط بين هذا الاسم والوجه النضر لابنة غلوريا الصغيرة ذات الثلاثة عشر عاما· تذرعت كريستال بنوبات صراخ لولا الليلية لتترك بيت أمها أثناء انعقاد المؤتمر، بعد أن أخبرت شلة صديقاتها بأنها سوف تقدم على الانتحار كما فعلت مارلين ما إن تبلغ السادسة والثلاثين من عمرها، لتجعلهن يتذكرن جيدا تجاوزهن لهذه السن-وهل كن بحاجة لمن يذكرهن بذلك-وبأنهن يثرن الشفقة بسبب مغالاتهن في التشبث·