أنت هنا

قراءة كتاب ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

ليلى خالد - أيقونة التحرر الفلسطيني

في هذا الكتاب "ليلى خالد أيقونة التحرر الفلسطيني" الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر تعيد سارة إرفنج اكتشاف الصورة الأيقونية للفتاة الفلسطينية المتشحة بالكوفية وهي تستند على بندقيتها متحاشية النظر إلى المصورين، وهي الصورة التي سادت وسائل الإعلام ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
جلست شابة جميلة ترتدي بدلة بيضاء وقبعة خفيفة بالإضافة لنظارات شمسية داكنة تغطي جزءاً كبيراً من وجهها، في مطار روما في 29 أغسطس عام 9691· كانت الفتاة تنتظر طائرة تي دبليو أي 840 وقد بدا عليها التوتر، ولكن أياً منا قد يتوتر قبل الصعود إلى الطائرة، غير أن تلك الفتاة التي تشبه أودري هيبورن في حلتها الصيفية تلك، استطاعت تهريب مسدس وقنبلة يدوية في أمتعتها دون أن تكشفها الأجهزة الأمنية في المطار، وكانت تجلس في قاعة الانتظار بالمطار، متجاهلة رجلاً يجلس في الطرف الآخر من القاعة، الذي سنعرف فيما بعد أنه سليم العيساوي، وأن الفتاة هي ليلى خالد، وكلاهما رفيقان في وحدة كوماندو تشي غيفارا التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكانا في طريقهما لتنفيذ عملية جريئة لاختطاف طائرة تي دبليو أي 840 وإجبارها على تغيير مسارها·
 
لقد أجبرت ليلى خالد وزميلها سليم العيساوي قائد الطائرة على تغيير مسار الرحلة إلى أثينا ثم التحليق فوق حيفا مسقط رأس ليلى خالد، تلك المدينة التي لا يمكنها زيارتها بعد أن أصبحت لاجئة فلسطينية· وبعد ذلك تم توجيه الطائرة نحو دمشق وسط خوف المسافرين وهلعهم، غير أن أحداً منهم لم يصب بأذى في النهاية، مع أن العملية انتهت بتفجير مقدمة الطائرة في مطار دمشق، الأمر الذي لفت انتباه الصحافة بشدة، وأخذت وسائل الإعلام الغربية تتناقل أخبار الخاطفة وتنشر ما أتيح لها من صور، ولكن بدلاً من أن تستقبل ليلى خالد المصورين والصحافيين من مندوبي وسائل الإعلام لتعرض أمامهم القضية التي تكافح من أجلها، أخذت تبحث عن جراح تجميل في بيروت يستطيع تغيير هيأتها بعد أن أصبحت ملامحها معروفة للعالم أجمع· لقد عرفت ليلى أن هناك المزيد من العمليات في انتظارها، ولم تكن لتتخلى عن تلك الفرصة بالطبع، ولذلك خضعت في ذلك الوقت لست عمليات جراحية في وجهها بدلت ملامحها بالكامل·
 
مرة أخرى، يظهر شاب وفتاة في مطار أمستردام في السادس من سبتمبر عام 1970، يحملان جوازات سفر هندوراسية ويستعدان للصعود على متن طائرة العال من فئة بوينج 707 المتجهة إلى نيويورك· أما الشاب فهو باتريك أرغويلو من نيكاراغوا وعضو في الحركة الساندينية التي حررت نيكاراغوا لاحقاً من حكم الطاغية سوموزا، وبالنسبة لرفيقة باتريك، فلم تكن إلا ليلى خالد·
 
جلس الرفيقان بهدوء في الصف الثاني من القسم المخصص لركاب الدرجة السياحية في الطائرة، وما إن حلقت الطائرة فوق منطقة القنال الإنجليزي، حتى غادرا مقعديهما محاولين الدخول إلى غرفة القيادة والاستيلاء عليها، غير أن قائد الطائرة تصرف بسرعة غير متوقعة بأن حرف مسار الطائرة نحو الأسفل فجأة مما أخلَّ بتوازن الخاطفين وأدى إلى سقوطهما على الأرض، وأطلق حرس الطائرة النار على باتريك فأردوه قتيلاً، أما ليلى خالد فقد ضُربت وكُبلت، لتتحفظ عليها الشرطة البريطانية لمدة شهر في مركز إيلنج للشرطة في لندن بعد أن هبطت طائرة العال اضطرارياً في لندن·
 
كانت ليلى تُنقل إلى لندن في سيارة إسعاف بريطانية، بينما كان رفاقها الآخرون في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يختطفون عدداً آخر من الطائرات فوق أوروبا والشرق الأوسط ويتوجهون بها جميعاً إلى مطار دوسون (*) في الأردن، حيث كان من المقرر أن يتوجه أرغويلو وليلى بعد اختطاف الطائرة الإسرائيلية· لقد سبب خطف الطائرات وتوجيهها إلى الأردن في ذلك الوقت أزمة دولية حقيقية عمّقت الصراع الموجود بالفعل في الشرق الأوسط وكادت تودي به إلى نقطة اللاعودة، كما ساهم في إشعال حرب أهلية في الأردن بين المنظمات الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الأردني·

الصفحات