أنت هنا

قراءة كتاب جنة جابر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جنة جابر

جنة جابر

"جنة جابر" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عمل روائي يقدمه الكاتب الاماراتي الشاب عبد العزيز الزعابي؛ في مقطع من الرواية يقول الكاتب :
يا ترى ...
هل من حقّه أن يتكبر على الناس ؟
هل من حقه أن يحتقرهم ؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
(4)
 
ذات صباح، خرج صابر من منزله، ووقف ينظر إلى السماء الصافية، إنه صباح جميل قال في نفسه، ثم نظر إلى الشمس التي بدأت في الإشراق، من أمامها بعض الغيوم التي غطتها، ينظر وكأنه يتحدى الشمس، التي بدأت هي الأخرى تتحدى الغيوم بقوة أشعتها·
 
اتجه إلى العنزة، وقال لها صباح الخير يا عنزتي المباركة
 
لم ترد العنزة على صابر، سوى بالتحديق إليه، وبالوقوف احتراما وإجلالا له، فهو الذي يعطيها الطعام، ويسقيها من الماء العذب، فحق لها أن تقف احترما وإجلالا له·
 
وضع صابر دلوه الصغير على الأرض، وبدأ بحلب العنزة التي بدأت تدر بعض الحليب بصعوبة، وهو مبتسم، وكأنها مبتسمة هي الأخرى، أليست مباركة كما قال!
 
وبعد دقائق، خرج الصوت العالي لزوجته أم كلثوم من البيت قائلة أين أنت يا صابر؟
 
إني أحلب عنزتي المباركة
 
سأطبخ البيضة التي باضتها الولود
 
سيكون الطعام شهيا إذن، حليب وبيض وخبز وجبن، الحمد لله
 
اعتاد صابر وأم كلثوم على الطعام الخفيف الطازج، الذي جعلهما في صحة جيدة، بعيداً عن السمنة، وبعيدا عن اللحوم الدسمة، ولكنهما لا يمانعان إن حصلا على بعض اللحم، أو الدسم·
 
في تلك الأثناء ظهر جابر من بعيد، وهو قادم من جنة جابر، حاملاً سلة صغيرة، فيها أطايب الفواكه الطازجة، فقال بصوت عال لصابر صباح الخير يا صابر
 
صباح الخير
 
أما زلت تحلب هذه العنزة العجوز
 
ليست عنزتي بعجوز يا سمين
 
منذ أن سكنت هنا وأنا أراك تحلبها، ألم ينته ضرعها إلى الآن، إني أخشى أنك تحلب منها شيئا آخر ويضحك·
 
فيرد صابر مبتسما كلا، إني متأكد إنه حليب، أتود أن تتذوق؟
 
طبعا
 
ما المقابل؟
 
المقابل! سأعطيك رمانة من سلة الفواكه هذه
 
وهو كذلك
 
سكب صابر حليبا في كأس من الذي حلبه للتو في الدلو، أعطاه لجابر ليشرب، كانت عين صابر على سلة الفواكه التي بيد جابر، وخاطره بأن يجرب طعم الرمان الذين كاد أن ينسى طعمه، فمنذ زمن لم يطعم الرمان·
 
بعد أن انتهى جابر من شرب الحليب، قال الحمد لله، ومد يده إلى سلة الفواكه وأخذ يقلب الفواكه يمينا ويسارا، حتى وجد شيئا، أخرج رمانة قد أصابها تلف، فرماها على صابر، أمسكها صابر بكلتا يديه، فوجد نصفها تالفاً، فقال إنها تالفة يا جابر
 
فضحك جابر، وقال أليست رمانة؟
 
لكنها تالفة
 
كان اتفاقنا أن أعطيك رمانة، ولم نحدد إن كانت الرمانة تالفة أو ليست بتالفة
 
وضحك مرة أخرى وانصرف إلى منزله، وصابر ينظر إليه، وكذلك العنزة مستغربة من جابر وأفعاله السخيفة·

الصفحات