أنت هنا

قراءة كتاب جنة جابر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جنة جابر

جنة جابر

"جنة جابر" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عمل روائي يقدمه الكاتب الاماراتي الشاب عبد العزيز الزعابي؛ في مقطع من الرواية يقول الكاتب :
يا ترى ...
هل من حقّه أن يتكبر على الناس ؟
هل من حقه أن يحتقرهم ؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
يكفي يكفي، لن أغيرهم، ولكن ماذا أفعل لأتأكد من ولائهم؟
 
اذهب معهم إلى سوق المدينة
 
كلا، لا أريد الذهاب معهم إلى هناك، العمل متعب جدا
 
وأنت ترى أن استبدالهم أسهل لك من الذهاب إلى السوق، يا لك من كسول!
 
أحس جابر بأن هذا الحوار بهذه الطريقة يجعله خاسرا أمام زوجته التي هي من تدير أمواله أصلا، ففضل تبديل الموضوع، تذكر بأنه وجد إحدى المواشي قد ماتت، ولا يدري ما الذي قتلها·
 
فقال لرقية لقد وجدت إحدى المواشي قد ماتت، وإني لأعتقد بأن الذئاب قد اعتلت سور الحظيرة، وأنا أحس بخوف يكاد يقتلني، لو أن الذئاب دخلت إلى الحظيرة لعاثت فيها فساداً ولأصبح···
 
فقاطعته رقية قائلة لعلها ماتت مريضة، ولم يدخل ذئب إلى الحظيرة، وكيف لذئب أن يدخل حظيرة لها سور كسور جنة جابر، لا يمكن
 
إني أفكر بأن أعلي السور أكثر
 
لا داعي لذلك يا جابر
 
إني أخاف أن تموت كل المواشي بعد أن ماتت واحدة، علينا أن نحترز
 
نحترز من ماذا؟ أنت لست متأكدا من أن ذئبا قد دخل الحظيرة، أترك عنك المخاوف
 
ماذا لو كان ما أخشاه صوابا؟
 
جابر، إن ما تخاف منه، سيحدث لك إن أنت أطلت بالتفكير فيه، فلا تتشاءم
 
يسكت جابر قليلا، يفكر فيما قالته رقية، إن ما أخشاه سيحدث لي إن أطلت التفكير فيه، ولكن لا بد من الاحتراز، فإن حدث ما يخشاه، فلا يلوم إلا نفسه، وزوجته، فكر قليلا، إنه محتاج لتلك المواشي والأبقار، ولا بد من حمايتها، صحيح أن السور عال، وصحيح أن الذئاب لا تستطيع الصعود عليه، ولكن لا بد من حماية للأموال أكثر، فلا يدري أي شخص ما يخبئ القدر·
 
وظل جابر يتشاءم بعد أن انصرفت عنه زوجته، ويفكر ويطيل التفكير، هل يأمر خدمه بأن يقوموا بتعلية سور الحظيرة أكثر؟ يستطيع أن يأمرهم، وسينفذوا، وستكون سور الحظيرة كالقلعة من علوها، لن يستطيع ذئب أو لص أن يقتحم الحظيرة، كما يمكن لجابر أن يسمي سور الحظيرة الذي سيعليه، باسم سور جابر
 
قد يكون حبه لتسمية أملاكه باسمه، ينم عن حبه للشهرة، وهو بالفعل كذلك، يحب الشهرة، ويحب أن يستدل الناس بالأماكن عن طريق ذكر اسم أحد أملاكه، فيحب أن يقال إن المكان الفلاني بالقرب من جنة جابر، أو أن تلك المواشي من جنة جابر، فيحس بنوع من العظمة، والهيبة التي كان ينشدها عندما كان فقيرا·
 
نادى زوجته رقية، أين أنت؟
 
نعم ترد عليه بصوت عال، وهي في المطبخ
 
قررت أن أعلي سور الحظيرة، وأن أسميه سور جابر!

الصفحات