أنت هنا

قراءة كتاب ثادريميس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ثادريميس

ثادريميس

ثادريميس؛ حكايةُ المَعْقليْنِ الأخيرين للبشر: ثَارُوْس، وجارتها هِيْكو، على تخوم جبال كُوْربين السوداء· حكايةُ أَختام، ورُسُل، وتماثيل، ونهايات لايمكن كتابتها إلاَّ هكذا: أيْ تاريخُ كلِّ تاريخٍ مُخْتَزَلاً· حكايةُ اللوح المُهشَّم، الذي تبقَّى من الرسم المنح

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
الفجر الرابع
 
امتلأت العراءاتُ، حول الهضاب الثماني في أرض ثارُوْسْ، بالجثث· تخاطفتِ العقبانُ اللحومَ الممزَّقةَ، وتهارشتِ الكلابُ فوق الأجساد· لاصوتَ آخر غير صوت الحيوان، في استجابة قلبه لنداءِ الدم، تجرَّأَ أن يمكثَ واضحاً في المشهد المُعْتصَر من عنقود الموت· المطرُ، نفسُهُ، الذي حوَّل الأرض، في العراكِ، إلى أنفاسٍ طينٍ، بدا مُنْهكاً، خائراً، ذا هطولٍ أخرس·
 
اقترب كلب من شخصين جاثيين، متعانقين، يسند أحدهما الآخر فلا يسقطان· كانا ساكنيْنِ، متصلِّبين، ممرّغيْن في الوحل كأنما يرتديانه· دار الكلب من حولهما، فوق سيقان الموتى وصدورهم، فصوَّتتْ تحت أقدامه دروعٌ متلامسةٌ سَرَتْ نبضةُ المعدن منها إلى الشخصين فأصدرا أنيناً· انفصلا· فتحا عيونهما في إِعياءٍ ثقيل· تنفَّسا من فميهما·
 
مااسمُك؟، تمتم أحدُهما· شدَّ راحتَه على مقبض فأسه· أترى؟ منذ الفجر ونحن معاً، في دائرة الوحل هذه· اخبرْني باسمك
 
ماذا ستفعل باسمي إنْ أخذْتَهُ معك؟· أنت راحلٌ، قال الآخر· تحسَّس بيده الطينَ باحثاً عن فأسه·
 
ابتسم الشخص الأول من فم صبغَه بعض الدم: أتظنني سأرحل قبلك؟ فأسي في يدي· فأسُك ليست في يدك· سقطت منك قبل إغفاءتنا هذه من الإعياء رفع ذراعه قليلاً·
 
نظر الآخر إلى الذراع التي تحرّكت: هذا الارتفاع لا يكفي لتسديد ضربةٍ إلاّ إلى فخذيك·هيّي· ارفعْها أكثر، قال متهكماً·
 
تراخت ذراعُ الشخص الأول· لم تكن دورة الدم المسدودةُ برمل التعب في جسده كافيةً لإبرام حركةٍ تليق بضربة فأس· تمتم الآخر: اسمي مِينَاذِي· تستطيع أن تأخذه معك الآن وعاد يتحرّى فأسه المفقودة·
 
اسمي دِيَامِيْنْ قال الأول·
 
أنحن الناجيان الوحيدان، حتى هذه اللحظة يا ديامين؟، ساءله ميناذي، مديراً وجهه، في ثقلٍ حجريّ، على الجهات·

الصفحات