أنت هنا

قراءة كتاب القمر والأسوار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القمر والأسوار

القمر والأسوار

رواية "القمر والأسوار" للكاتب والفنان التشكيلي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي، الصادرة عام 2003 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
(1)
 
بدأ حميد يفتح حزامه الجلدي العريض بعد أن انتزع منه الخنجر المفضض، ثم ألقاه على سريره المصنوع من جريد النخل· ورفع العقال والشماغ من فوق رأسه ورماهما فوق السرير أيضاً، تنفس بارتياح بعد ذلك وهو يجلس على الأرض فوق سجادة صوفية بهت بريق الوانها من الوسخ والقدم·
 
ودلفت حسنة وراءه الى الغرفة وهي تسأله :
 
- أتريد فطورك؟
 
هز رأسه بالإيجاب ثم اتكأ على الحائط، فانهال التراب متساقطاً، ولكن الحصيرة المعلقة على الحائط منعته من التساقط فوق السجادة·
 
سألها بأجهاد :
 
- ماذا عندك؛
 
- بيضة واحدة· وجدتها في القن قبل قليل·
 
- احتفظي بها للأولاد، هات لي شاياً وخبزاً فقط·
 
فأوضحت له حسنة قائلة :
 
- لقد أفطر الأولاد خبزاً وزبداً وخرجوا، عباس وكامل الى المدرسة ونجية الى السوق·
 
ثم أضافت :
 
- أنت سهران ومتعب وبحاجة الى ما يقيم أودك·
 
أخذ يمسد بيده على لحيته الكثة وهو يقول :
 
- حسناً، ولكن بسرعة·
 
وسحبت حسنة جسدها الصغير وخرجت متجهة الى السقيفة الواقعة في زاوية من الدار حيث يخزن الحطب المكون من سعف النخيل وفضلات الحيوانات· استخرجت الطباخ النفطي وأشعلته· ثم بدأت بقلي البيضة·
 
كانت حسنة سمراء وناعمة· جف لحمها ولم يبق من جسدها غير هيكل صغير شاحب· حدث لها ذلك بعد أن أصيبت بنزلة صدرية منذ سنوات وكانت في رحلة الى قريتها أبو هاون الواقعة في منتصف الطريق بين الشطرة والرفاعي وعلى الضفة اليسرى من نهر الغراف· وقد مكثت في مستشفى المدينة ثلاثة أسابيع خرجت بعدها وقد انتزع المرض منها كل علامات الشباب والبهاء وتركها هكذا ضامرة لا تقوى على أداء عمل·

الصفحات