أنت هنا

قراءة كتاب القمر والأسوار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القمر والأسوار

القمر والأسوار

رواية "القمر والأسوار" للكاتب والفنان التشكيلي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي، الصادرة عام 2003 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
وهنا تدخل الأب مردداً بغضب :
 
- في مثل هذه الحالة أخبر المعلم بالموضوع·
 
- المعلم لا يعاقبه لأن والده غني
 
وكان رد عباس قاطعاً رغم كل ما فيه من افتعال· صمت الوالد مدارياً انفعاله· وقطع تساؤلاته مع ابنه· وعادت يده لتثلم رغيف الخبز·
 
قالت الأم :
 
- بعد سنة أو سنتين ستتوظفان أنت وأخوك ونصبح أغنياء، الأغنياء لم ينزلوا من بطون امهاتهم وهم كذلك، دع والدك يحدثك عن أغنياء المدينة وماذا كانوا قبل أن يغتنوا، انه يعرفهم واحداً واحداً· من كان يبيع الجلود، ومن كان مهرباً، ومن ومن · نحن ناس أشراف يا ولدي، والله أعلم بحالنا، نصوم رمضان ونؤدي الصلاة في أوقاتها·
 
وردد عباس بغضب :
 
- ولكن لماذا يخبركم بذلك؟ هل هو جاسوس علي؟
 
- أخبرتهم حتى لا تتشاجر بعد·
 
وكز عباس على أسنانه وهو يعلن متوعداً :
 
- سأضرب من يضربني حتى لو كان ابن مدير الشرطة، أفهمت؟ لا أرضى ان يهينني أحد·
 
وكان حميد يراقب ثورة ابنه ففرح لها في قلبه، ولكنه لم يفصح عن فرحته بل واصل موقفه الحازم، ربت على كتف ابنه قائلاً :
 
- ليس هناك أحد من أهلك يرتضى الاهانة· ولكن يا ولدي لا تنفعل· تصرف بهدوء· نحن ناس بسطاء وعلى قدر حالنا، ماذا نفعل لو طردوك من المدرسة؟
 
ثم قبل ابنه على خده· وعادوا الى طعامهم· وملأت الأم طاسة باللبن· قدمتها لعباس· فتناولها منها ثم كرعها دفعة واحدة، مما جعل الأم تردد:
 
- هنيئاً·
 
بعد ذلك نهض معلناً·
 
- سأقرأ قليلاً ثم أخرج لألعب مع أصدقائي·
 
- وأنا سأكتب، لدي موضوع في الانشاء·
 
وجمعت نجية الصحون الفارغة، ثم رفعت سفرة الطعام المصنوعة من خوص النخيل وخرجت· آنذاك التفتت حسنة الى زوجها هامسة :
 
- في رأيي يا أبا عباس أن نعطيها لأم هاتف· ان هاتف شاب طيب وبيده مهنة، وأجرته دينار لكل يوم، والبناء له مستقبل، والناصرية تتوسع يوماً بعد يوم·
 
وردد حميد بحيرة :
 
- لا أدري ماذا أقول، ولكن اخواني وأبناء عشيرتي في أبي هاون لا يرتضون باعطائها لشخص غريب، ولديهم أولاد شبان لا ينقصهم شيء· كيف أقنعهم؟
 
أجابته حسنة بصوتها المتعب المريض :

الصفحات