أنت هنا

قراءة كتاب المفتون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المفتون

المفتون

الذي يميز هذه الرواية "المفتون" هو أن حوارها يحتوي مجموعة من اللغات، التي يتقاطع بعضها مع بعضها الآخر، فينفرط الصوت في لغات متعددة تأخذ من الهضاب والأعالي والسهول والسجون والمستشفيات لغاتها الخاصة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
- ما به؟
 
- لا شيء··
 
ثم أطرق صامتاً، كئيباً، متناسياً الموضوع، وكأنه ينقطع نهائياً عن العلاقة حول المائدة، فقد بدا هارون لا وجود له، أو كشخص يقف على مكان يتباعد بسرعة·
 
لم يتدخل هارون، وانشغل بتعاطي البيرة· ومن طرف خفي لاحظ أن الشخص الذي أراد يوسف التحدث عنه يرمقهما··
 
غطت وجه يوسف صفرة باهتة، ثم أخرج من جيبه شيئاً ما·· بآلية غير اعتيادية·· كان ذلك الشيء موس حادة·· أخذ يقرقعها بأصابعه الطويلة، يطلقها درجة درجة من زر ضاغط ثم يعيدها إلى بيتها درجة درجة·· كان يفعل ذلك صامتاً محملقاً نحو الأسفل، إلى نقطة غير محددة· وعندما أعادها إلى جيبه، نظر مبتسماً··
 
- عفواً، أستاذ·· إنها مجرد سكين، أو بديل عن السكين·
 
- هل تستهويك لعبة استخدام السكاكين؟
 
ضحك يوسف فرحاً··
 
- أحياناً أرى أن السكين يجب أن تكون الصديق الدائم يجب أن تكون معي·· في جيبي، أو بين أصابعي، أو تحت الوسادة·· إنها جزء من كيان الانسان·
 
- في أية وظيفة؟
 
- السكين أكبر من الوظيفة، إنها شيء يتفوق على غايته·· إنها قادرة على قطع كل الأشياء: الجذور، والسيقان، والأوراق، والأعضاء·· أليس هناك أناس يستحقون القتل، أو الذبح؟انصعق الطبيب من هذه العبارة:
 
- أناس يستحقون القتل والذبح؟
 
تساءل باستهجان جارح··
 
وخلافاً للضحك اللطيف، ظهرت ثغرة سوداء في مؤخرة صف الأسنان من الفك الأسفل، ولم يشك الطبيب في أن ضحكة يوسف بغيضة، سامّة، مزعجة··
 
ودّعه على عجل، وشبح هذه الضحكة يلاحقه· وفي الليل كتب في دفتر خاص:
 
علامات وحش في إهاب شاب جميل· علامات أكبر من الهستيريا قطعاً·· ضحكة جوفاء، قاتلة، وأصابع طويلة تصل إلى طبيعتها في ملاعبة الموس الحادة· هل يمكن للبراءة أن تنزاح فجأة أمام ملامح وحشية؟ إن وجه يوسف بريء، والبراءة تتناسب مع تقاطيع الوجه تماماً أما الملامح الوحشية فهي تركيب·· غير أنه تركيب غير مصطنع، يأخذ طريقه-فوراً- في التلاؤم· إن يوسف صورة المخاوف القادمة
 
أغلق القوس على عباراته·· منتهياً من إبداء ملاحظاته مكتوبة·· ثم وجد نفسه معذباً بالسؤال الجديد: ولكنه ياترى ماذا يريد؟ ماذا يريد؟ إنه لا يراجع العيادة بصفته مريضاً، إنه يندفع نحوي بسرعة عجيبة··
 
وشعر بخوف بارد··

الصفحات