أنت هنا

قراءة كتاب المفتون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المفتون

المفتون

الذي يميز هذه الرواية "المفتون" هو أن حوارها يحتوي مجموعة من اللغات، التي يتقاطع بعضها مع بعضها الآخر، فينفرط الصوت في لغات متعددة تأخذ من الهضاب والأعالي والسهول والسجون والمستشفيات لغاتها الخاصة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
(3)
 
اكتظّت غرفة المراجعين في عيادة الطبيب بالمرضى· وقد جحظت العيون باتجاه الممر وكان حرياً بأي زائر أو عابر خارج العيادة، أن لا تلتقي نظراته بنظرات المرضى الناتئة والمدورة، والتي لا تتراجع· فالمصابون بالأمراض النفسية يحافظون على جنون العين، فتظل العين نشطة، وحادة حتى في زوغانها·
 
المستخدم المعني بتنظيف العيادة وترتيب أسماء المراجعين بدا هو الآخر جاحظ العينين متوتراً·
 
- هل يمكن مراجعة الطبيب لأمر شخصي؟
 
سألته الفتاة·
 
- ليس لدينا مجال للزيارات الشخصية·· المرضى ينتظرون منذ فترة طويلة، والبعض سجّل اسمه منذ أكثر من أسبوعين·
 
- قل له إني من أقرباء يوسف
 
- يوسف؟
 
- نعم··
 
- إذن·· تفضّلي·· فيوسف صديق الطبيب، والوحيد الذي يدخل بدون استئذان·
 
لم يُخف الطبيب دهشته عندما رأى(بيداء) وتذكّر كلمات يوسف: إنها تشبه ملكات جمال العالم· لم تكن المقارنة مهمة، حيث ليست هناك دقة فيها·· لكنها فعلاً فتاة ساحرة· ولشدّما جلب اهتمام الطبيب الأهداب السوداء الطويلة الطرية لعينين متلألئتين بالفرح·· في وجه ضاحك غني بالدم الفائر تحت بشرة ناطقة بالحب·
 
- أنا بيداء··
 
- أهلاً ومرحباً··
 
- ربما أخبرك يوسف عني، إنه-أيضاً- يتحدث عنك كثيراً··
 
- ماذا قال لك عني؟
 
تفجرت بضحكة عارمة اهتز لها جسدها·· وانهالت خصلات من شعرها الفاحم السواد متناثرة على نهدها النابض مع شهقة الفم الضاحك، رفعته إلى الوراء·· محركة رأسها إلى الخلف حركة ناعمة، وهي مفتوحة العينين والثغر صوب وجه الطبيب كأنها تقدم وجهها على طبق·
 
- إنني أعبده··
 
- ···
 
- وأحب الأشياء التي يحبها، والناس الذين يحبهم·· تصور انني أتلهف لرؤيتك لأنه يلهج بذكرك دوماً··
 
- شكراً·· شكراً··
 
- على كل حال·· لديك مشاغلك·· ولابد من الذهاب·· إنما جئت لأمر واحد··

الصفحات