المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)
أنت هنا
قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام
الصفحة رقم: 3
لم يكن اغتيال ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة وقتلهم غيلة وغدراً مصادفة أو حادثاً عرضياً طبيعياً -كما قد يتوهم البعض- والإسلام في أوج قوته وشدة سطوعه على العالم القديم، مع انتشار تعاليم القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف في معظم أرجاء المعمورة بعد وفاة الرسول الكريم بعقد من الزمن أو يزيد قليلاً.. وذلك حينما زلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة، فبات العالم يحلم بنور اللّه يضيء القلوب والأصقاع وراية الحق تخفق في المشرق والمغرب، والخليفة الراشد يسجد لله شاكراً نعمة النصر وانتشار الإسلام، حتى قال عنه ذلك الغريب الذي دخل المدينة المنورة، ووجد الخليفة عمر نائماً على الأرض تحت شجرة دونما حراسة أو حجاب: عدلت فأمنت فنمت.. ولكن ما أن هدأ النور الساطع حتى بدأت الحشرات والأفاعي والوحوش بالظهور، لتبث السم من جديد، ولتقف أمام ذلك النور، محاولة كتم مصدره والقضاء على الراعي الذي يمده ويغذيه، لإيقاف زحفه، محاولين إعادة بناء ذلك المجد الزائف والبنيان الذي تصدع وانهار بمولد النور وانطلاقه منذ مبعث المصطفى وبدء رسالة الإسلام، حين قاد الصحابة هذا الفتح المبين ووصلوا إلى الصين شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً. فتنادت فلول من المجوس في المشرق، والروم في المغرب معهم حفنة من اليهود المندسين بين هؤلاء وهؤلاء، يوسوسون لبعض أهل النفاق والفجور والمصالح من البلاد المفتوحة حديثاً للعمل في الخفاء، لتقويض دولة الإسلام المتعاظمة، أو على الأقل لإيقاف زحفه وإضعافه، وحرف أهله عن رسالته المجيدة لتحرير العالم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
وقد أثمرت هذه المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام، أول ثمرة شوهاء، باغتيال عمر الفاروق، ثم تلا ذلك العديد من الثمر المسموم، في ساحة الإسلام العظيم، فكان هذا التحالف الخفي، هو السبب الرئيس للمحنة السياسية التي حدثت في عهد عثمان ، وانتهت بمقتله، ثم استمر هذا التآمر في عهد علي ، حتى قام الغلاة باغتياله، ثم توالت المحن وتأصل التشتت والتشرذم والفرقة بعد مقتل الحسين وابن الزبير، فلم تجتمع كلمة المسلمين إلى اليوم، ولا يزال هذا التحالف قائماً في وجه الإسلام، يقوده اليوم الغرب المستعمر والصهيونية البغيضة والشعوبية الحاقدة ومطيتهم في داخل المجتمع المسلم أهل الغلو والتطرف والنفاق ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين( ).
إن هذا التحالف نفسه -كما سنرى- كان وراء الفتن والمحن المعروفة في التاريخ الإسلامي وعلى رأسها اغتيال الخلفاء والعديد من عظماء الإسلام، وحريٌّ بنا أن نعرف عدوّنا ونشخصه بغية مجابهته ومنعه من المزيد من التآمر، وتوحيد الصفوف وترصين الأمة لبناء مجد الإسلام من جديد، وفسح المجال لتعاليم القرآن وهدي المصطفى لتفعل فعلها في الحياة وفي الواقع المعاصر لنحيا في ظل القرآن، ولكي ترفرف راية القرآن في الآفاق من جديد رغم انف الأعداء والمتجبّرين.
قال تعالى: واعدّوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللّه وعدّوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم اللّه يعلمهم( ).
واللّه الموفق والهادي إلى سواء السبيل
1 رمضان 1419هـ
علاء الدين شمس الدين المدرس الـكيـلانــي