المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)
أنت هنا
قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام
الصفحة رقم: 5
القـرآن وغلبــة الـروم
لقد اخبر القرآن الـكريم عن انتصار الروم على الفرس. والمسلمون في مكة قلة مستضعفون في مواجهة طغيان المشركين من قريش، فحينما دارت الحرب بينهما سنة 604 م حتى سنة 616 م كان انتصار الفرس على الروم ساحقاً، وفي تلك الأثناء نزلت الآيات الأولى من سورة الروم التي تبشر بانتصار الروم على الفرس الوثنيين بعد بضع سنين. قال تعالى: ألم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين. لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. وعد اللّه لا يخلف اللّه وعده. ولكن أكثر الناس لا يعلمون
من هذه الآيات نرى أن القرآن الـكريم أخبر بأن الروم غُلبوا، ثم أخبر أنهم سيغلبون في بضع سنين – والبضع في لغة العرب من الثلاثة إلى التسعة - وان المؤمنين سيفرحون بهذا النصر، ثم قال: وهذا وعد قاطع لا يتخلف. وقد تم ذلك.
فبعد بضع سنين من نزول هذه الآيات انتصر الروم على الفرس، كما أخبر القرآن وقطع به، بالرغم من أن كل الدلائل كانت لا تشير إلى ذلك، حيث يروي التاريخ الفوضى السياسية التي كانت تعيشها دولة الروم، فضلا عن محاصرة عاصمتها القسطنطينية من قبل الفرس.
وقد ذكر المؤرخ الغربي (أدورد جين) في كتابه (تاريخ سقوط واندحار الإمبراطورية الرومانية) في الجزء الخامس من الوقائع المتعلقة بهذا الحادث فقال:
كان ملك الروم (موريس) في أواخر القرن السابع الميلادي ملكاً ضعيفاً، ولذلك قاد جيشه ثورة ضده، بقيادة (فوكاس) وأصبح فوكاس ملك الروم بعد نجاح الثورة والقضاء على العائلة الملكية بطريقة وحشية، وأرسل سفيراً له إلى كسرى (ابرويز الثاني) وهو ابن (انو شروان) المعروف. وكان كسرى هذا مخلصاً للملك (موريس)، إذ كان قد لجأ إليه عام 590 م، بسبب مؤامرة داخلية في الدولة الفارسية، وقد عاونه (موريس) بجنوده لاستعادة العرش، ويروى أن كسرى تزوج بنت (موريس) أثناء إقامته ببلاد الروم ولذلك كان يدعوه (الأب).