أنت هنا

قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج       
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
واستبد اليأس والقنوط بهرقل من هذه الأحوال السيئة، وقرر العودة إلى قصره الواقع على الساحل الأفريقي في (قرطاجة).. وأُرسلت السفن الملكية إلى البحر وخرج هرقل في طريقه ليستقل إحدى هذه السفن إلى منفاه الاختياري. وفي هذه الساعة الحرجة تحايل كبير أساقفة الروم باسم الدين والمسيح، ونجح في إقناع هرقل بالبقاء، وذهب مع الأسقف إلى كنيسة (سانت صوفيا) يعاهد اللّه تعالى على أنه لن يعيش أو يموت إلا مع الشعب الذي اختاره اللّه له.
 
أرسل هرقل سفيراً إلى كسرى طالباً منه الصلح، فرفض كسرى الطلب بشدة، وقال: لن أصالح (الرومي) حتى يهجر إلهه ويعبد الشمس آلهتنا.
 
وبعد مضي ستة أعوام على الحرب (616 م) وافق كسرى أن يصالح هرقل على شروط صعبة، ويصف جين هذه الشروط بأنها مخزية دون شك، وكان من الممكن أن يقبلها هرقل، لولا المدة القصيرة التي أتيحت له لدفع الأموال المطلوبة لها من المملكة المنهوبة، والمحدودة الأرجاء، ولذلك آثر أن يستعمل هذه الثروة كمحاولة أخيرة ضد أعدائه.
 
وبينما سيطرت على العاصمتين الفارسية والرومية هذه الأحداث، فقد سيطرت على شعب العاصمة المركزية في جزيرة العرب، مكة المكرمة، مشكلة مماثلة! كان الفرس مجوساً من عباد الشمس والنار، وكان الروم من المؤمنين بالمسيح، وبالوحي وبالرسالة، وباللّه تعالى، وكان المسلمون مع الروم -نفسياً- يرجون غلبتهم على الـكفار والمشركين، كما كان كفار مكة مع الفرس، لـكونهم من عباد المظاهر المادية، وأصبح الصراع بين الفرس والروم، رمزاً خارجياً للصراع الذي يدور بين أهل الإسلام وأهل الشرك في مكة، وكأنه كان كل من الفريقين يشعر بأن نتيجة هذا الصراع الخارجي هو نفس مآل صراعهما الداخلي، فلما انتصر الفرس على الروم عام 616م واستولوا على جميع المناطق الشرقية والجنوبية من دولة الروم، انتهزها المشركون مراصد للسخرية من المسلمين قائلين: لقد غلب (الفرس) إخواننا على إخوانكم، وكذلك سوف نقضي عليكم، اذا لم تصطلحوا معنا تاركين دينكم الجديد.. وكان المسلمون بمكة في أضعف وأسوأ أحوالهم المادية، وفي تلك الحالة من الضيق، نزلت تلك الآيات الـكريمة من سورة الروم.
 
ويذكر (جين) تعليقاً على هذه النبوءة فيقول: في ذلك الوقت، حين تنبأ القرآن بهذه النبوءة لم تكن أية نبوءة أبعد منها وقوعاً، لأن السنين ألاثنتي عشرة الأولى من حكم (هرقل) كانت تؤذن بانتهاء الإمبراطورية الرومانية( ).

الصفحات