المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)
أنت هنا
قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام
الصفحة رقم: 10
انتصار الإسلام في ظل الدولة الإسلامية العظمى
إذا جاء نصر اللّه والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً، فسبّح بحمد ربك واستغفره، انه كان توابا .
يؤكد المؤرخ الغربي أرنولد توينبي: إن سرعة الفتوح التي تمت في عصر الخلافة الراشدة وصدر الإسلام، ومداها، أمران يدعوان إلى الإعجاب، فقد انتزع المسلمون من الإمبراطورية البيزنطية سورية والجزيرة الفراتية وفلسطين ومصر إلى سنة (20 هـ)، وكان المسلمون قد فتحوا العراق (16 هـ) في عهد الخليفة عمر وبلاد فارس بكاملها حتى مرو سنة (70 هـ(.
وقد انتهى أمر الإمبراطورية الساسانية في سنة (30 هـ). وفي سنة (32هـ) فتح المسلمون بلاد الأرمن وجورجيا التي كانت تمثل المناطق الشمالية المشتركة لدولتي الروم وفارس، وبين سنتي 26 هـ و 77 هـ حرر المسلمون شمال غرب أفريقية من البيزنطيين، وفي السنوات 89-91 هـ اجتازوا البحر إلى شبه جزيرة ايبريا (الأندلس) وقضوا على مملكة القوط، واحتلوا أملاكها حتى الواقعة في جنوب غرب بلاد الغال، ولم يبق خارج سلطانهم سوى الزاوية الشمالية الغربية من أسبانية، وفي الوقت نفسه كان المسلمون يفتحون (سنة 90 هـ) حوض السند ومنطقة البنجاب الجنوبية في أقصى الشرق( ).
وبين سنتي (40-50 هـ) فتح المسلمون شمال غرب أفغانستان (طخارستان) التي كانت جزءً من الإمبراطورية الساسانية، مما مهد للدولة الإسلامية أن تسيطر على الطريق البري الواصل بين الهند والصين عبر حـوض نهري سـيحون وجيحون، وحاول المسلمون فتح ما وراء النهر مرتـين، إلا أنهم فشلوا في الأولى (إلى سنة 94 هـ) ونجحوا في الأخرى (118-120 هـ)، إذ فتحوها بأكملها نهائياً. وبعد هذه الشحنة الروحية الهائلة، وهذا الفتح المبين، الذي جعل الخلفاء المسلمون يجلسون على عرش أكبر دولة عرفها التاريخ، لقي العرب والمسلمون من أوقفهم عن استمرار الفتح على جبهات أربع، فقد توقفت الفتوح الإسلامية في الشمال الشرقي سنة (120 هـ) عند جبال أمانوس. وقد كان المردة سكان أمانوس خصوم المسلمين، يعتبرون موالين في نظر البيزنطيين، والجبهة الثانية، أنهم لم يستطيعوا احتلال القسطنطينية( ) رغم قربها من قلب الدولة الإسلامية، إلا بعد قرون طويلة (في زمن محمد الفاتح العثماني)، وكان معاوية (40-60 هـ) قد تنبّه إلى أن القضاء على الإمبراطورية البيزنطية يقتضي احتلال العاصمة، وان سبيل ذلك هو انتزاع القوة البحرية في البحر المتوسط من أيدي البيزنطيين. فأنشأ أسطولاً (48 هـ) وحاصرت قواته القسطنطينية بحراً وبراً (53-57 هـ) إلا أن الحصار لم يؤدِ إلى شيء، لأن الأسطول الرومي كان مزوداً بالنار اليونانية وبالآلة اللازمة لرميها (المنجنيق)، وقد حاصر المسلمون القسطنطينية ثانية (96-97 هـ) ولم يفلحوا أيضاً. والجبهة الثالثة كانت في الأندلس وبلاد الغال (فرنسا) ففي سنة (111 هـ) ردّوا في معركة بلاط الشهداء، إذ نكب المسلمون بأكثر من سبعين ألف شهيد، على رأسهم قائدهم عبد الرحمن الغافقي، والجبهة الرابعة كانت عجزهم عن فتح إمبراطورية الخزر بين نهري الفولغا والدون (في روسيا الحالية) في سنة 117 هـ( ).