أنت هنا

قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج       
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 8
وبعد بضع سنين فقط لم تتجاوز السبعة من هذه البشرى التي نزل بها الأمين جبريل على قلب النبي ، تغيّر الحال على الساحة بين الروم والفرس، وأخذ انقلاب يظهر على ساحة الإمبراطورية الرومانية ! فيذكر المؤرخ (جين) عن ذلك فيقول: إنها من أبرز البطولات التاريخية تلك التي نراها في (هرقل)، فقد ظهر هذا الإمبراطور غاية في الـكسل والتمتع بالملذات وعبادة الأوهام في بداية حكمه، كان يبدو كما لو كان متفرجاً أبله، استسلم لمصائب شعبه، ثم تحول في النصف الثاني من حكمه من (ارقاديوس القصور) إلى (قيصر ميدان حرب) فجأة، واستطاع أن يستعيد مجد الروم خلال ستة حروب شجاعة شنها ضد الفرس، ولم تكن هناك دوافع سياسية وراء هذه البطولة، بل كانت نتيجة غريزة هرقل الذاتية، فقد انقطع عن كافة الملذات، حتى انه هجر (مارتينا) (ابنة أخته التي تزوجها لشدة هيامه بها خلافاً للتشريع المسيحي)، هرقل هذا وضع خطة عظيمة لقهر الفرس، وعندما خرج مع جنوده، بدا للكثير من سكان (القسطنطينية) أنهم يرون آخر جيش في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية. وكان هرقل يعرف أن قوة الفرس البحرية ضعيفة، ولذلك أعدّ بحريته للإغارة على الفرس من الخلف، وسار بجيوشه عن طريق البحر الأسود إلى (أرمينيا)، وشن هجوماً مفاجئاً، ولم يستطع الفرس مقاومة هذه الغارة المفاجئة، فلاذوا بالفرار.
 
وكان الفرس يملكون جيشاً كبيراً في (آسيا الصغرى) ولكن هرقل فاجأهم بأساطيله مرة أخرى، وأنزل بهم هزيمة فادحة، وبعد إحراز هذا النصر الكبير عاد هرقل إلى عاصمته عن طريق البحر، وعقد معاهدة مع الآفار واستطاع بنصرتهم أن يسد سيل الفرس عن الشمال. وبعد هذين الحربين، شن هرقل ثلاثة حروب أخرى ضد الفرس في السنوات 623،624،625 واستطاع أن ينفذ إلى أراضي العراق القديم عن طريق البحر الأسود واضطر الفرس إلى الانسحاب من جميع الأراضي تحت السيطرة الرومية نتيجة هذه الحروب. وأصبح هرقل في وضع يسمح له بالتوغل في قلب الإمبراطورية الفارسية، وكانت آخر هذه الحروب المصيرية، تلك الحرب التي خاضها الفريقان في (نينوى) على ضفاف دجلة في أيلول عام 627م.

الصفحات